ولادته ونشأته :
ذكر العلّامة في الرّياض أنّه قال في أجوبة مسائل مهنّأ بن سنان المدني الموسومة ب «المسائل المهنّائيّة».
وأمّا مولد العبد ـ يعني نفسه ـ ؛ فالّذي وجدته بخطّ والدي ، ما صورته : ولد ولدي المبارك أبو منصور الحسن بن يوسف بن مطهّر ، ليلة الجمعة في الثّلث الأخير من اللّيل ٢٧ رمضان من سنة ٦٤٨ ق. واشتباه سبع بتسع قريب.
وكانت ولادته في مدينة الحلّة بجنوب العراق ؛ البلدة المعروفة بطيب المناخ ، ونقاء الجوّ ، وجمال الطّبيعة ، وفي بيئة صالحة كريمة ، عرف علماؤها بالنّبوغ الذّهنيّ ، والذّكاء الفطريّ ، وبعلوّ الرّتبة ، وسموّ القدر ، من أبوين كريمين : الشّيخ الجليل والعالم النّحرير ، سديد الدّين ، وعقيلته : كريمة الشّيخ أبي يحيى الحسن بن يحيى الحلّيّ ـ صاحب كتاب «الجامع» ـ وأخت المحقّق الحلّيّ ، صاحب كتاب «الشّرائع».
في مثل هذا البيت الشّريف الممتلئ بالسّؤدد والفضل ، نشأ العلّامة وترعرع تحت رعاية والده الشّيخ وخاله المحقّق الّذي كان له ـ هو الآخر ـ بمنزلة الأب الشّفيق ، والوالد الرّحيم ، ونال العلّامة من تربيته القسط الأوفر ، وتلمّذ عليه أكثر من غيره ، ونهل من معينه الصّافي الرّقراق ما كان له زادا نافعا طيلة مدّة حياته الشّريفة ، سيّما في الفقه والأصول ، الّذين اشتهر فيهما أكثر من غيرهما ، فنشأ التّلميذ كما توخّاه خاله الأستاذ وتوسّم فيه ، .. فتغلّب بعد ذلك على أقرانه المتتلمذين ، وعرف بالنّبوغ الفكريّ ، والاستعداد الذّهنيّ الخارق ، والمستوى العلميّ الرّفيع ، وهو بعد لم يبلغ سنّ المراهقة ، وانتقلت إليه الرّئاسة الدينيّة ، والزّيادة في التّدريس والفتيا بعد وفاة أستاذه وخاله المحقّق ، فكان له النّصيب الأوفر بعد ذلك في تطوير المناهج العلميّة في الفقه والأصول ، وفي إكساء الفقه