__________________
رسوله وولاية الّذين آمنوا.
والّذي يكشف عن ذلك أنّه قد روي أنّه لمّا نزلت الآية خرج النّبيّ (ص) من البيت فقال لبعض أصحابه : هل أحد أعطى السّائل شيئا؟ فقالوا : نعم يا رسول الله ، قد أعطى عليّ بن أبي طالب السّائل خاتمه وهو راكع ، فقال النّبيّ (ص) : الله أكبر ، قد أنزل الله فيه قرآنا ، ثمّ تلا الآية إلى آخرها ، وفي ذلك بطلان ما توهّمه السّائل. المفصح في إمامة أمير المؤمنين والأئمّة (الرّسائل العشر) : ١٢٩ ـ ١٣٣.
وقد نقل العلّامة الأميني في كتابه الغدير ٢ : ٥٢ ، والإمام شرف الدّين الموسويّ في كتابه المراجعات : ١٦١ ما ذكره الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم النّيسابوريّ الثّعلبيّ عند بلوغه هذه الآية من تفسيره الكبير بالإسناد إلى أبي ذرّ الغفاريّ ، قال : سمعت رسول الله (ص) بهاتين وإلّا صمّتا ، ورأيته بهاتين وإلّا عميتا ، يقول : عليّ قائد البررة ، وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، أما إنّي صلّيت مع رسول الله (ص) ذات يوم ، فسأل سائل في المسجد ، فلم يعطه أحد شيئا ، وكان عليّ راكعا ، فأومأ بخنصره إليه وكان يتختّم بها ، فأقبل السّائل حتّى أخذ الخاتم من خنصره ، فتضرّع النّبيّ (ص) إلى الله عزوجل يدعوه ، فقال : اللهمّ إنّ أخي موسى سألك : (قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي ، وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي ، هارُونَ أَخِي ، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ، كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً ، إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً) فأوحيت إليه : (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) اللهمّ وإنّي عبدك ونبيّك ، فاشرح لي صدري ويسّر لي أمري ، واجعل لي وزيرا من أهلي عليّا اشدد به ظهري ، قال أبو ذرّ : فو الله ما استتمّ رسول الله (ص) الكلمة حتّى هبط عليه الأمين جبرئيل بهذه الآية : (إنّما وليّكم ...).
أقول : إنّ مسألة نزول هذه الآية الكريمة في حقّ مولانا أمير المؤمنين (ع) ممّا دلّت عليه الرّوايات المتواترة من الفريقين في مختلف الكتب والمصادر الحديثيّة والتّفسيريّة والكلاميّة والفقهيّة والتّأريخية ، وقد نصّ على صحّة هذه الرّوايات والوثوق بها والتّعويل عليها : أعاظم علماء السّنّة بمختلف مذاهبهم ومدارسهم ، وقد ذكر العلّامة الأميني «رحمهالله» منهم جمعا غفيرا مع ذكر كتبهم ، فليراجع.