المصريّ ، ومؤنسا ، فقرّرهم ، فأنكروا. فلم يقبل ذلك منهم ، وضرب أعناقهم أيضا ، وبعث برءوسهم إلى واسط ، إلى الحسن بن سهل ، وأعلمه بما دخل عليه من المصيبة بقتل الفضل ، وأنّه قد صيّره مكانه. فتأخّر في المسير ليحصّل مغلّ واسط. ورحل المأمون نحو العراق (١).
وكان عيسى بن محمد ، وأبو البطّ ، وسعيد يواقعون عسكر الحسن كلّ وقت.
[دعوة المطّلب بن عبد الله للمأمون سرّا]
وأمّا المطّلب بن عبد الله فإنّه قدم من المدائن من عند إبراهيم ، واعتلّ بأنّه مريض ، وأخذ يدعو في السّرّ للمأمون ، على أن يكون منصور بن المهديّ خليفة المأمون ويخلعون إبراهيم. فأجابه إلى ذلك منصور بن المهديّ وخزيمة بن خازم وطائفة ، فكتب إلى حميد بن عبد الحميد ، وعليّ بن هشام أن يتقدّما إلى نهر صرصر والنّهروان. ففهم إبراهيم بن المهديّ حركتهم ، وبعث إلى المطّلب ومنصور وخزيمة ليحضروا. فتعلّلوا على الرسول. فبعث إبراهيم إلى عيسى بن محمد بن أبي خالد وإخوته.
فأمّا منصور وخزيمة فأعطيا بأيديهم. وأمّا المطّلب فغافل عنه أصحابه وعبر منزله حتّى كثر عليهم النّاس. وأمر إبراهيم بنهب دياره واختفى هو. ولمّا بلغ ذلك حميدا وعليّ بن هشام ، بعث حميد قائدا إلى المدائن ثم نزلاها. فندم إبراهيم على ما صنع بالمطّلب ولم يقع به (٢).
__________________
(١) الطبري ٨ / ٥٦٥ ، ٥٦٦ ، العيون والحدائق ٣ / ٣٥٧ ، ابن الأثير ٦ / ٣٤٧ ، ٣٤٨ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٥٢ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٠٨ ـ ٢١٠.
(٢) تاريخ الطبري ٨ / ٥٦٦ ، الكامل لابن الأثير ٦ / ٣٤٧ ، ٣٤٨.