إبراهيم بالنّهار. فإذا كان الليل ردّه إلى حبسه. فأتاه أصحابه فأتاه أصحابه ليكونوا معه فقال :
الزموا بيوتكم فإنّي أداري إبراهيم.
ثم إن إبراهيم خلّى سبيله في أول ذي الحجّة ، فذهب واختفى. فلما رأى إبراهيم تفرّق الجيش عليه أخرج جميع من عنده للقتال فالتقوا على جسر نهر ديالى فاقتتلوا ، فهزمهم حميد. فقطعوا الجسر وراءهم (١).
[اختفاء إبراهيم بن المهديّ]
ولما كان يوم الأضحى امر إبراهيم بن المهديّ القاضي أن يصلّي بالناس في عيساباذ (٢). فلما انصرف الناس من صلاتهم اختفى الفضل بن الربيع ، ثم تحوّل إلى حميد ، وتبعه على ذلك عليّ [بن] ريطة ، وأخذ الهاشميّون والقوّاد يتسلّلون إلى حميد ، فأسقط في يد إبراهيم وشقّ عليه. وبلغه أنّ من بقي عنده من القوّاد يعملون على قبضه. فلمّا جنّه اللّيل اختفى لثلاث عشرة بقيت من ذي الحجّة ، وبقي مختفيا مدّة سنتين (٣).
وأمّا سهل بن سلامة فأحضره حميد بن عبد الحميد وأكرمه ، وحمله على بغل وردّه إلى داره. فلمّا قدم المأمون أتاه فأجازه ووصله ، وأمره أن يجلس في منزله (٤).
وكانت أيّام إبراهيم سنتين إلّا بضعة عشر يوما (٥).
[وصول المأمون إلى همدان]
ووصل المأمون إلى همدان في آخر السنة (٦).
__________________
(١) الطبري ٨ / ٥٧١ ، ٥٧٢ ، ابن الأثير ٦ / ٣٥٤ ، ٣٥٥.
(٢) عيساباذ : معنى باذ العمارة ، فكأن معناه عمارة عيسى ، ويسمّون العامر آبادان. وهذه محلّة كانت بشرقيّ بغداد منسوبة إلى عيسى بن المهديّ. وبها بني المهديّ قصره الّذي سمّاه قصر السلام. (معجم البلدان ٤ / ١٧٢ ، ١٧٣).
(٣) تاريخ تاريخ الطبري ٨ / ٥٧٢ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٥٤ ، ٣٥٥.
(٤) الطبري ٨ / ٥٧٢ ، ٥٧٣ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٥٤.
(٥) الطبري ٨ / ٥٧٣ ، الكامل ٦ / ٣٥٥.
(٦) الطبري ٨ / ٥٧٣.