السّواد. فعرض له عارض فمات لليلته. وأتى الخبر إلى المأمون أوّل النّهار من النّصحاء ، ووافى الخبر بموته ليلا. وقام بعده ابنه طلحة بن طاهر ، فأقرّه المأمون ، فبقي على خراسان سبع سنين ، ثمّ توفّي ، فتولّى بعده أخوه عبد الله بن طاهر وهو يحارب بابك ، فسار إلى خراسان ، وولي حرب بابك عليّ بن هشام (١).
وقيل : لما جاء نعي طاهر بن الحسين قال المأمون : لليدين وللفم ، الحمد لله الّذي قدّمه وأخّرنا (٢).
وقد كان في نفس المأمون منه شيء لكونه قتل أخاه الأمين لمّا ظفر به ، ولم يبعث به إلى المأمون ليرى رأيه فيه.
ومات طاهر في جمادى الأولى (٣).
* * *
[ولاية موسى بن حفص]
وفيها ولّي موسى بن حفص طبرستان ، والرّويان ، ودنباوند (٤).
[الحجّ هذا الموسم]
وحجّ بالنّاس أبو عيسى أخو المأمون (٥).
* * *
[ظهور الصناديقي باليمن وهلاكه]
وفيها ظهر الصناديقيّ باليمن واستولى عليها وقتل النساء والولدان وادّعى النّبوّة ، وتبعه خلق وارتدّوا عن الإسلام. ثمّ أهلكه الله بالطّاعون.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ / ٥٩٤ ، ٥٩٥.
(٢) في الأصل : «قدّمه وأخّره» والتصويب من تاريخ الطبري ٨ / ٥٩٥ ، والكامل في التاريخ ٦ / ٣٨٢ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٢١٣ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٦٠ ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٦٥.
(٣) الطبري ٨ / ٥٩٥.
(٤) الطبري ٨ / ٥٩٦ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٨٥.
(٥) تاريخ خليفة ٤٧٢ ، المعرفة والتاريخ ١ / ١٩٦ ، تاريخ الطبري ٨ / ٥٩٦ ، مروج الذهب ٤ / ٤٠٤ ، تاريخ حلب للعظيميّ ٢٤٤ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٨٥ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢١٤ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٦١ وفيه «أبو علي بن الرشيد» ، تاريخ أمراء الحج ١٨٣.