أخي وتركني وحيدا ، وأفسد عليّ أخي حتّى جرى ما جرى. وعيسى طرد خليفتي عن بغداد ، وذهب بخراجي وفيئي ، وأقعد إبراهيم في الخلافة.
قلت : الفضل وعيسى لهم سوابق ، ولسلفهم وهم مواليكم. وهذا رجل لم يكن له يد قطّ يحتمل عليها ولا لسلفه. وإنّما كانوا جند بني أميّة.
قال : إن كان ذلك كما تقول فكيف بالحنق والغيظ؟
فأتيت نصرا وأخبرته بأنّه لا بدّ أن يطأ بساطه. فصاح بالخيل صيحة فجالت وقال : ويلي عليه! هو لم يقو على أربعمائة ضفدع تحت جناحه يعني الزّطّ يقوى على حلبة العرب (١)!
ثمّ إنّ عبد الله بن طاهر حصره ونال منه فطلب الأمان ، وخرج إلى عبد الله بن طاهر ، وكتب له المأمون كتابا أمانا. فهدم عبد الله كيسوم (٢) وخرّبها (٣).
* * *
[ولاية أرمينية وآذربيجان وحرب بابك]
وفيها ولى المأمون صدقة على أرمينية وآذربيجان ومحاربة بابك ، وأعانه بأحمد بن الجنيد الإسكافيّ ، فأسره بابك. فولّى إبراهيم بن ليث آذربيجان (٤).
* * *
[الحجّ هذا الموسم]
وحجّ بالناس أمير مكّة صالح بن العبّاس بن محمد بن عليّ (٥).
* * *
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ / ٥٩٨ ، ٥٩٩ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٨٨ ، ٣٨٩ وفيه : «يقوى عليّ بحلبة العرب».
(٢) كيسوم : بالسين المهملة ، وهو الكثير من الحشيش. يقال : روضة أكسوم ويكسوم ، وكيسوم فيعول منه. وهي قرية مستطيلة من أعمال سميساط. (معجم البلدان ٤ / ٤٩٧).
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٥٩ ، الطبري ٨ / ٦٠١ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٩٠ ، أخبار الزمان لابن العبري ٢٥.
(٤) تاريخ الطبري ٨ / ٦٠١ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣٩٠.
(٥) تاريخ خليفة ٤٧٣ ، المعرفة والتاريخ ١ / ١٩٧ ، تاريخ الطبري ٨ / ٦٠١ ، مروج الذهب