الحسن بن سهل (١). وأقام عنده سبعة عشر يوما. وخلع الحسن على القوّاد على مراتبهم. وتكلّف هذه الأيام بكل ما ينوب جيش المأمون ، فكان مبلغ النّفقة عليهم خمسين ألف ألف درهم. ووصله المأمون بعشرة آلاف ألف درهم ، وأعطاه مدينة فم الصّلح (٢).
وذكر أحمد بن الحسن بن سهل قال : كان أهلنا يتحدّثون أنّ الحسن كتب رقاعا فيها أسماء ضياع له ونثرها على القوّاد والعبّاسيّين ، فمن وقعت في يده رقعة باسم ضيعة تسلّمها. ونثر صينيّة ملأى جواهر بين يدي المأمون عند ما زفّت إليه (٣).
* * *
[شخوص عبد الله بن طاهر إلى مصر]
وفيها كتب المأمون إلى عبد الله بن طاهر بن الحسين أن يسير إلى مصر. فلما قرب منها ، وكان بها ابن السّريّ (٤) ، خندق عليها وتهيّأ للحرب. ثمّ التقوا فانهزم ابن السّريّ ، وتساقط عامّة جنده في خندقه. ودخل هو الفسطاط وتحصّن. ثمّ خرج إلى ابن طاهر بالأمان ، وبذل له أموالا (٥).
__________________
(١) انظر خبر زواج المأمون ببوران ، في :
تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٥٩ ، وبغداد لابن طيفور ١١٣ وما بعدها ، وتاريخ الطبري ٨ / ٦٠٦ وما بعدها ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٦٥ ، ٣٦٦ ، ومروج الذهب ٤ / ٣٠ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء ١٠١ ، ١٠٢ ، والكامل في التاريخ ٦ / ٣٩٥ وما بعدها ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٢٢٠ وما بعدها ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٩ ، ومرآة الجنان ٢ / ٤٧ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٦٥ ، ومآثر الإنافة ١ / ٢١٢ ، وتاريخ الخلفاء ٣٠٨ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ١٩٠.
(٢) فم الصّلح : بكسر الصاد المهملة. هو نهر كبير فوق واسط بينها وبين جبّل عليه عدّة قرى. (معجم البلدان ٤ / ٢٧٦).
(٣) تاريخ الطبري ٨ / ٦٠٧ ، بغداد لابن طيفور ١١٥.
(٤) هو : «عبيد الله بن السّريّ».
(٥) ولاة مصر للكندي ٢٠٤ ، ٢٠٥ ، والولاة والقضاة له ٤٢٩ ، ٤٣٠ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٦٠ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٦١٠ ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٦٧ ، والكامل في التاريخ ٦ / ٣٩٦ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٢٢٥ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٦٥ ، وتاريخ الزمان لابن العبري ٢٦.