قلت : بل هما اثنان بلا مريّة ، فالصّحابي كان شيخا كبيرا في حجّة الوداع ، والّذي روى عن صفوان معدود في الطّبقة الثّانية من التّابعين ، وقصّة كردم ظاهرة في أنّ طارقا كان معهم في تلك الحجّة ، لأن كلامه يدل على أنه كان يطلب محاكمته إلى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم.
وقال أبو عمر : طارق بن المرقّع روى عنه ابنه عبد الله بن طارق ، وعطاء. أخشى أن يكون حديثه في موات الأرض مرسلا.
قلت : وهذا هو التّابعيّ.
٤٢٥١ ز ـ طارق : بن المرتفع الكنانيّ] (١). عامل عمر بن الخطّاب على مكّة ، ومات في عهده.
ذكره الطّبريّ ، وروى الفاكهيّ من طريق ابن جريج ، عن عطاء ، قال : كان طارق بن المرتفع عاملا لعمر على مكة ، فأعتق سوائبه ، ومات ، ثم مات بعض أولئك ، فأعطى عمر ميراثه لذرية طارق. وقال الطّبري : ولّاه عمر على مكة لما عزل نافع بن عبد الحارث.
قلت : لم أر من ذكره في الصّحابة صريحا ، وهو صحابيّ لا محالة ، لأنه من جيران قريش ، ولم يبق بعد حجة الفتح إلى حجة الوداع أحد من قريش ومن حولهم إلا من أسلم. وشهد الحجّة كما (٢) تقدّم غير مرّة ، ولو لا صحبته لم يؤمّره عمر.
٤٢٥٢ ز ـ طارق الخزاعيّ :
جرى له ذكر في غزوة المريسيع. قال أبو سعيد العسكريّ ، عن أبي عمرو الشّيبانيّ : أصيب قوم من رهط بن الأسكر الليثي ، أصابهم أصحاب النّبي صلىاللهعليهوسلم في غزوة المريسيع دلّهم عليه طارق الخزاعيّ ، وكانوا جيران بني المصطلق ، فقال أمية بن الأسكر (٣) :
لعمرك إنّي والخزاعيّ طارقا |
|
كصيحة (٤) عاد حتفها يتحفّر |
سمت بقوم من صديقك أهلكوا |
|
أصابهم يوما من الدّهر أغبر |
[الطويل]
فأجابه طارق :
عجبت لشيخ من ربيعة مهتر |
|
أمرّ له يوم من الدّهر منكر |
[الطويل]
في أبيات.
__________________
(١) سقط في ج.
(٢) في أشهد حجة الوداع.
(٣) في أالأشكر.
(٤) في أكنفخة وفي ب ، ج كنقمة.
الإصابة/ج ٣/م ٢٧