فأعطاه يوم مقدمه عشرة آلاف درهم ، وكان يصله كلّ سنة باثني عشر ألف درهم.
قال المبرّد : كان الجرميّ أثبت القوم في كتاب سيبويه ، وعليه قرأت الجماعة ، وكان عالما باللّغة حافظا لها. وله كتب انفرد بها (١).
وكان جليلا في الحديث والأخبار (٢). كان أغوص على الاستخراج من المازنيّ ، وإليهما انتهى علم النّحو في زمانهما.
قلت : وله مختصر في النّحو مشهور ، وكتاب «غريب سيبويه» ، وكتاب «الأبنية» ، وكتاب «العروض» ، وغير ذلك من التصانيف الأدبية (٣).
توفّي سنة خمس وعشرين (٤).
وقد قدم الجرميّ بغداد ، وناظر الفرّاء (٥).
١٨٦ ـ صالح بن عبيد الله (٦).
مولى بنى هاشم.
نزل الثّغر بمدينة أذنة ، وحدّث عن : أبي المليح الرّقّيّ ، وسفيان بن عيينة.
روى عنه : أبو حاتم الرازيّ (٧) ، وغيره.
__________________
(١) تاريخ بغداد ٩ / ٣١٤.
(٢) تاريخ بغداد ٩ / ٣١٤.
(٣) انظر : الفهرست لابن النديم ٦٢.
(٤) تاريخ بغداد ٩ / ٣١٥.
(٥) قال ابن قادم : قدم أبو عمر الجرمي على الحسن بن سهل ، فقال لي الفرّاء : بلغني أن أبا عمر الجرمي قدم ، وأنا أحبّ أن ألقاه ، فقلت له : فإنّي أجمع بينكما ، فأتيت أبا عمر فأخبرته ، فأجاب إلى ذلك ، وجمعت بينهما ، فلما نظرت إلى الجرمي قد غلب الفرّاء وأفحمه ندمت على ذلك.
قال ثعلب : قلت له : ولم ندمت على ذلك؟ فقال لي : لأن علمي علم الفرّاء ، فلما رأيته مقهورا قلّ في عيني ، ونقص علمه عندي. (تاريخ بغداد ٩ / ٣١٤ ، ٣١٥).
(٦) انظر عن (صالح بن عبيد الله مولى بني هاشم) في :
الجرح والتعديل ٤ / ٤٠٧ ، ٤٠٨ رقم ١٧٨٨.
(٧) وكان سمع منه بأذنة سنة مائتين وعشرين. وسئل عنه فقال : شيخ. (الجرح والتعديل ٤ / ٤٠٨).