ويحكى عنه القول بخلق القرآن (١) ، أجارنا الله ، وهو معدود من الأذكياء (٢).
قال بكّار بن قتيبة : سمعت هلال الرأي يقول : ما قعد في الإسلام قاض أفقه من عيسى بن أبان في زمانه.
وقال الطّحاويّ : سمعت بكّار القاضي يقول : كان لنا قاضيان لا مثل لهما : إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة ، وعيسى بن أبان.
قال الطّحاويّ : حدّثني أبو حازم القاضي : حدّثني شعيب بن أيّوب قال : لمّا أتى عيسى بن هارون إلى المأمون بتلك الأحاديث التي أوردها على أصحابنا ، قال المأمون لإسماعيل بن حمّاد ، ولبشر ، ولابن سماعة : إن لم تبيّنوا الحجّة وإلّا منعتكم من الفتوى بهذا القول ، يعني الّذي يخالف هذه الأحاديث ، وجمعت النّاس على خلافه.
ولم يكن عيسى بن أبان حضر ، كان دونهم في السّنّ ، فوضع إسماعيل بن حمّاد كتابا كان سبابا كلّه ، وتكلّف يحيى بن أكثم ، فلم يفعل شيئا ، فوضع عيسى بن أبان كتابه الصغير ، فأدخل على المأمون ، فلمّا قرأه قال :
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه |
|
فالنّاس أعداء له وخصوم |
كضرائر الحسناء قلن لوجهها |
|
حسدا وبغيا إنّه لذميم |
توفّي عيسى سنة إحدى وعشرين ومائتين.
٣٢٠ ـ عيسى بن مسلم الصّفّار (٣).
__________________
(١) تاريخ بغداد ١١ / ١٥٩.
(٢) تاريخ بغداد ١١ / ١٥٩ ، طبقات الفقهاء ١٣٧.
(٣) انظر عن (عيسى بن مسلم الصفار) في :
الضعفاء الكبير للعقيليّ ٣ / ٣٩٤ رقم ١٤٣٣ ، وتاريخ بغداد ١١ / ١٦٠ ، ١٦١ رقم ٥٨٥٣ ، والأنساب لابن السمعاني ١ / ١٤٥ ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ٢ / ٢٤١ رقم ٢٦٥٧ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٥٠١ رقم ٤٨٢٧ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٢٣ رقم ٦٦٠٦ ، ولسان الميزان ٤ / ٤٠٤ ، ٤٠٥ رقم ١٢٣٦.