بشواهده ، وجمعه من حديثه ورواياته ، واحتجّ باللّغة والنّحو ، فحسّنها بذلك (١).
وله في القراءات كتاب جيّد ، ليس لأحد من الكوفيّين قبله مثله ، وكتاب في الأموال ، من أحسن ما صنّف في الفقه وأجوده (٢).
وقال أبو بكر بن الأنباريّ : كان أبو عبيد يقسّم الليل ، فيصلّي ثلثه ، وينام ثلثه ، ويصنّف ثلثه (٣).
وقال الحافظ عبد الغني بن سعيد : في كتاب «الطهارة» لأبي عبيد حديثان ، ما حدّث بهما غيره ، ولا حدّث بهما عنه غير محمد بن يحيى المروزيّ. أحدهما حديث شعبة ، عن عمرو بن أبي وهب ، والآخر حديث عبيد الله بن عمر ، عن سعيد المقبريّ ، حدّث به يحيى القطّان ، عن عبيد الله ، وحدّث به الناس ، عن يحيى ، عن ابن عجلان (٤).
وقال ثعلب : لو كان أبو عبيد في بني إسرائيل لكان عجبا (٥).
وقال القاضي أبو العلاء الواسطيّ : أنبا محمد بن جعفر التّميميّ ، ثنا أبو عليّ النّحويّ ، نا الفساطيطيّ قال : قال أبو عبيد مع عبد الله بن طاهر ، فبعث إليه أبو دلف يستهديه أبا عبيد مدّة شهرين ، فأخذه إليه ، فأقام شهرين ، فلمّا أراد
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٥.
(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٥.
(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٨ ، نزهة الأنباء ١١١ ، إنباه الرواة ٣ / ١٨ ، وفيات الأعيان ٤ / ٦١ ، طبقات الشافعية ١ / ٢٧١ ، تهذيب الأسماء ٢ / ٢٥٨.
(٤) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١٣ ، وقد روى الخطيب الحديثين ، فقال في الأول :
«أخبرنا بحديث شعبة : عليّ بن أحمد الرزّاز. أخبرنا حبيب بن الحسن القزّاز ، ومحمد بن أحمد بن قريش البزّاز ، قالا : حدّثنا محمد بن يحيى المروزي ، أخبرنا أبو عبيد ، حدثنا حجّاج ، عن شعبة ، عن عمرو بن أبي وهب الخزاعي ، عن موسى بن ثوران البجلي ، عن طلحة بن عبيد الله كريز الخزاعي ، عن عائشة قالت : كان النبي صلىاللهعليهوسلم إذا توضّأ يخلّل لحيته.
وأمّا حديث عبيد الله بن عمر فأخبرناه أحمد بن عمر بن روح النهرواني ، وعلي بن أبي البصري ، قالا : أخبرنا الحسين بن محمد بن عبيد العسكري ، حدّثنا محمد بن يحيى المروزي ، حدّثنا أبو عبيد ، حدّثنا يحيى بن سعيد ، عن عبيد الله بن عمر ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، قال : رأت عائشة عبد الرحمن توضّأ ، فقالت يا عبد الرحمن أسبغ الوضوء ، فإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ويل للأعقاب من النار».
(٥) تاريخ بغداد ١٢ / ٤١١ ، نزهة الألبّاء ١١٢ ، إنباه الرواة ٣ / ١٩ ، طبقات الشافعية ١ / ٢٧١.