وقال الخطيب (١) : بويع إبراهيم بن المهديّ بالخلافة زمن المأمون ، وقاتل الحسن بن سهل ، فهزمه إبراهيم ، فتوجّه نحو حميد الطّوسيّ فقاتله ، فهزمه حميد ، واستخفى إبراهيم زمانا حتّى ظفر به المأمون ، فعفا عنه.
وكان أسود حالك ، عظيم الجثّة. لم يرد في أولاد الخلفاء قبله أفصح منه ولا أجود شعرا. وكان وافر الأدب ، جوادا حاذقا بالغناء ، معروفا به.
وفيه يقول دعبل بن عليّ الخزاعيّ :
نفر (٢) ابن شكلة بالعراق وأهلها |
|
وهفا إليه كلّ أطلس مائق |
إن كان إبراهيم مضطلعا بها |
|
فلتصلحن من بعده لمخارق (٣) |
وقال ابن ماكولا (٤) : ولد سنة اثنتين وستين ومائة.
وقال الخطيب (٥) : بايع أهل بغداد لإبراهيم في داره ، ولقّبوه بالمبارك ، وقيل : المرضيّ ، في أول سنة اثنتين ومائتين. فغلب على الكوفة وبغداد والسّواد.
فلمّا أشرف المأمون على العراق ضعف إبراهيم. قال : وركب إبراهيم بأبّهة الخلافة إلى المصلّى يوم النّحر ، فصلّى بالنّاس وهو ينظر إلى عسكر المأمون.
ثم انصرف من الصّلاة وأطعم النّاس بقصر الخلافة بالرّصافة ، ثم استتر وانقضى أمره.
قال : وظفر به المأمون في سنة عشر ، فعفا عنه وبقي مكرما إلى أن توفّي في رمضان سنة أربع وعشرين.
روى المبرّد عن أبي محلّم قال : قال إبراهيم بن المهديّ حين أدخل على
__________________
(١) في تاريخ بغداد ٦ / ١٤٢ ، وانظر : الفرج بعد الشدّة للتنوخي ٢ / ٣٢١ ، ٣٢٢.
(٢) في تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٧٣ «لعب» ، وفي وفيات الأعيان «نعر» بالعين المهملة.
(٣) البيتان في : تاريخ بغداد ٦ / ١٤٤ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٢٧٣ ، ووفيات الأعيان ١ / ٤٠.
وقد كتب بهامش الأصل : ت ، مخارق شيخ أهل الغناء.
(٤) في الإكمال ١ / ٥١٨ ، وهو يسمّيه «التّنّين». وقد قيل له ذلك لأنه كان حالك السواد ، عظيم الجثة. (وفيات الأعيان ١ / ٣٩).
(٥) في تاريخ بغداد ٦ / ١٤٢ ، ١٤٣.