ومن شعره حيث يقول في قصيدته الدّاليّة :
ولم تعطني الأيّام نوما مسكنا |
|
ألذّ به إلّا بنوم مشرّد |
وطول مقام المرء بالحيّ مخلق |
|
بديباجتيه ، فاغترب تتجّدد |
فإنّي رأيت الشّمس زيدت محبّة |
|
إلى النّاس أن ليست عليهم بسرمد (١) |
وقيل إنّ الحسن بن وهب الكاتب مرض ، فكتب إليه أبو تمّام :
يا حليف النّدى ويا تؤام (٢) الجو |
|
د ويا خير من حبوت (٣) القريضا |
ليت حمّاك بي ، وكان لك الأجر |
|
فلا تشتكي ، وكنت المريضا (٤) |
وله :
وإنّ أولى البرايا أن تواسيه |
|
لدى السّرور لمن واساك في الحزن |
إنّ الكرام إذا ما أيسروا ذكروا |
|
من كان يألفهم في المنزل الخشن |
وله :
غدا الشّيب مختطّا بفوديّ خطّة |
|
طريق (٥) الرّدى منها إلى النّفس مهيع |
هو الرّزء يجفى (٦) ، والمعاش ، يجتوى |
|
وذو الإلف يقلى والجديد يرقّع |
له منظر في العين أبيض ناصع |
|
ولكنّه في القلب أسود أسفع (٧) |
وله :
ألم ترني خلّيت نفسي وشأنها |
|
فلم أحفل بالدّنيا ولا حدثانها |
لقد خوّفتني الحادثات (٨) صروفها |
|
ولو أمّنتني ما قبلت أمانها |
يقولون : هل يبكي الفتى لخريدة |
|
متى ما أراد ، اعتاض عشرا مكانها؟ |
وهل يستعيض المرء من خمس كفّه |
|
ولو صاغ من حرّ اللّجين بنانها؟ (٩) |
وله :
__________________
(١) ديوان أبي تمام ٢ / ٢٢ ، ٣١ ، الأغاني ٦ / ٣٨٥ ، تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٢٥ ، ٢٦.
(٢) في تهذيب تاريخ دمشق : «ويا إمام».
(٣) في تهذيب تاريخ دمشق : «من حبر».
(٤) تاريخ بغداد ٨ / ٢٥٢ ، تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٢٦ وفيه : «وكنت أنا المريضا».
(٥) في مروج الذهب : «سبيل».
(٦) في مروج الذهب : «هو الزور يجفو».
(٧) مروج الذهب ٤ / ٧٢ ، وزاد بيتا رابعا.
(٨) في الديوان : «النائبات».
(٩) ديوان أبي تمام ٤ / ١٤٢ ، تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٢٧ وفيه : «ولو بدلت حر اللجين بنانها».