وأهلكت خلقا عظيما ، والله أعلم بصحّة ذلك (١).
[الحجّ هذا الموسم]
وحجّ بالنّاس من العراق محمد بن داود بن عيسى العبّاسيّ ، وهو كان أمير الحاجّ في هذه الأعوام (٢).
* * *
[إظهار المتوكّل للسّنّة]
وفيها أظهر السّنّة المتوكّل في مجلسه ، وتحدّث بها ، ووضع المحنة ونهى عن القول بخلق القرآن ، وكتب بذلك إلى الآفاق ، واستقدم المحدّثين إلى سامرّاء ، وأجزل عطاياهم وأكرمهم ، وأمرهم أن يحدّثوا بأحاديث الصّفات والرؤية (٣).
وجلس أبو بكر بن أبي شيبة في جامع الرّصافة ، فاجتمع له نحو من ثلاثين ألف نفس ، وجلس أخوه عثمان بن أبي شيبة على منبر في مدينة المنصور ، فاجتمع إليه أيضا نحو من ثلاثين ألفا.
وجلس مصعب الزّبيريّ وحدّث. وتوفّر دعاء الخلق للمتوكّل ، وبالغوا في الثّناء عليه والتّعظيم له ، ونسوا ذنوبه ، حتّى قال قائلهم ، الخلفاء ثلاثة : أبو بكر الصّدّيق يوم الرّدّة ، وعمر بن عبد العزيز في ردّ المظالم ، والمتوكّل في إحياء السّنّة وإماتة التّجهّم (٤).
* * *
[خروج البعيث عن الطاعة]
وفيها خرج عن الطّاعة محمد البعيث أمير آذربيجان وأرمينية ، وتحصّن
__________________
(١) تاريخ سنيّ ملوك الأرض والأنبياء ١٤٤ ، ١٤٥ ، تاريخ الخلفاء ٣٤٧ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٧٥.
(٢) المعرفة والتاريخ ٢ / ٢٠٩ ، ٩ / ١٦٧ ، مروج الذهب ٤ / ٤٠٥ ، تاريخ العظيمي ٢٥٥ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٧٩ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٧٥.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٤ ، ٤٨٥ ، ولاة مصر للكندي ٢٢٢ ، مروج الذهب ٤ / ٨٦ ، البدء والتاريخ ٦ / ١٢١ ، تاريخ العظيمي ٢٥٥ ، تاريخ الخلفاء ٣٤٦.
(٤) النجوم الزاهرة ٢ / ٢٧٥ ، ٣٤٦.