بهيم» (١). وهذا أسود.
وقال ابن عديّ (٢) : سألت عبدان عنه ، فقال : معاذ الله أن يتّهم ، إنّما كان قد ذهبت كتبه ، فكان يحدّث حفظا.
وقيل إنّه لمّا احتضر قال : اللهمّ إنّي أعتذر إليك ، غير أنّي ما قذفت محصنة ، ولا دلّست حديثا (٣).
وقال السّاجيّ : ثنا أحمد بن محمد : نا ابن عرعرة قال : كنت عند يحيى بن سعيد ، وعنده بلبل ، وابن أبي خدّويه ، وابن المدينيّ ، فقال عليّ ليحيى : ما تقول في طارق ، وإبراهيم بن مهاجر؟
قال : يجريان مجرى واحدا.
فقال الشّاذكونيّ : يسألك عمّا لا تدري ، وتكلّف لنا ما لا تحسن ، إنّما تكتب عليك ذنوبك. حديث إبراهيم بن مهاجر خمسمائة حديث ، عندك عنه مائة ، وحديث طارق مائة ، عندك منه عشرة.
فأقبل بعضنا على بعض وقلنا : هذا ذلّ.
فقال يحيى : دعوه ، فإن كلّمتموه لم آمن أن يقذفنا بأعظم من هذا (٤).
وقال إبراهيم بن أورمة : كان أبو داود الطّيالسيّ بأصبهان ، فلمّا أراد الرجوع أخذ يبكي ، فقالوا له : إنّ الرجل إذا رجع إلى أهله فرح ، فقال : إنّكم لا تعلمون إلى من أرجع. أرجع إلى شياطين الإنس : عليّ بن المدينيّ ، وسليمان الشّاذكونيّ ، وابن بحر السّقّاء ـ يعني الفلّاس ـ.
وسئل صالح بن محمد الحافظ عن الشاذكوني فقال : ما رأيت أحفظ منه.
فقلت : بأي شيء كان يتّهم؟
قال : كان يكذب في الحديث (٥).
__________________
(١) أخرجه أحمد في المسند ٥ / ٥٤ و ٥٦ ، والدارميّ ٢ / ٩٠ ، وأبو داود (٢٨٤٥) ، والترمذي (١٤٨٦) وابن ماجة (٣٢٠٥) والنسائي ٧ / ١٨٥ ، وقال الترمذي : حسن صحيح. وذكره ابن عديّ في الكامل ٣ / ١١٤٣.
(٢) في الكامل ٣ / ١١٤٢.
(٣) الكامل ٣ / ١١٤٢.
(٤) الكامل ٣ / ١١٤٣ تاريخ بغداد ٩ / ٤٣ ، ٤٤.
(٥) تاريخ بغداد ٩ / ٤٥.