فتألّم المسلمون لذلك ، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد ، وهجاه الشعراء (١) ، دعبل ، وغيره.
وفي ذلك يقول يعقوب بن السّكّيت ، وقيل هي للبسّاميّ عليّ بن أحمد ، وقد بقي إلى بعد الثلاثمائة :
بالله إن كانت أميّة قد أتت |
|
قتل ابن بنت نبيّها مظلوما |
فلقد أتاه بنو أبيه بمثله |
|
هذا لعمرك (٢) قبره مهدوما |
أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا |
|
في قتله ، فتتبّعوه رميما (٣) |
[غزوة علي بن يحيى الصائفة]
وفيها غزا عليّ بن يحيى الصّائفة في ثلاثة آلاف فارس ، فكان بينه وبين ملك الروم مصافّ ، انتصر فيه المسلمون ، وقتل خلق من الروم ، وانهزم ملكهم في نفر يسير إلى القسطنطينية. فسار الأمير عليّ ، فأناخ على عمّورية ، فقاتل أهلها ، وأخذها عنوة ، وقتل وأسر ، وأطلق خلقا من الأسر ، وهدم كنائسها ، وافتتح حصن الفطس (٤) ، وسبى منه نحو عشرين ألفا (٥).
* * *
__________________
= الدول ١٤٢ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٨٢ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٣٨ ، البداية والنهاية ١٠ / ٣٦٥.
(٦) النّصب ، من النواصب ، وهي تسمية أطلقها شيعة علي على المتشدّدين من السّنّة الذين انتصبوا لمهاجمتهم ، كما أطلق السّنّة على المتشدّدين من الشيعة اسم : الروافض. وانظر عن شديد انحراف المتوكل عن الشيعة في : الفخري لابن طباطبا ٢٣٧ ، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي ٢٢٦ ، ومآثر الإنافة للقلقشندي ١ / ٢٣٠ ، ٢٣١ ، وتاريخ الخلفاء ٣٤٧ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٨٤.
__________________
(١) تاريخ الخلفاء ٣٤٧ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٨٤.
(٢) في تاريخ الخلفاء : «لعمري».
(٣) تاريخ الخلفاء ٣٤٧.
(٤) لم أقف على موضعه وصحته.
(٥) الخبر بإيجاز في تاريخ حلب للعظيميّ ٢٥٦ ، وهو في كتاب «المنتظم» لابن الجوزي ، انظر الورقة الأولى من القسم الثاني المخطوط الموجود بدار الكتب المصرية (رقم ١٢٩٦ تاريخ) ، وعنه نقل النويري في نهاية الأرب ٢٢ / ٢٨٢ ، ٢٨٣ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٣٠٠.