فقلت ليحيى بن معين : ترى أن ينظر الرجل في الرأي ، رأي الشافعيّ وأبي حنيفة؟
قال : ما أرى لمسلم أن ينظر في رأي الشافعيّ. ينظر في رأي أبي حنيفة أحبّ إليّ.
قلت : إنّما يقول هذا يحيى لأنّه كان حنفيّا ، وفيه انحراف معروف عن الشافعيّ والإنصاف عزيز.
قال ابن الجنيد : سمعت يحيى يقول : تحريم النّبيذ صحيح ، وأقف عنده لا أحرّمه. قد شربه قوم صالحون بأحاديث ، صحاح. وحرّمه قوم صالحون بأحاديث صحاح. أنا سمعت يحيى بن سعيد يقول : حديث الطّلاء (١) ، وحديث عتبة بن فرقد جميعا صحيحان.
وقال عليّ بن المدينيّ : انتهى علم النّاس إلى يحيى بن معين.
وقال القواريريّ : قال لي يحيى القطّان : ما قدم علينا مثل هذين الرجلين أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين.
وقال أحمد بن حنبل : كان يحيى بن معين أعلمنا بالرجال.
وعن أبي سعيد الحدّاد قال : النّاس عيال في الحديث على يحيى بن معين.
وقال محمد بن هارون الفلّاس : إذا رأيت الرجال يبغض يحيى بن معين فاعلم أنّه كذّاب (٢).
وعن أحمد بن حنبل قال : كلّ حديث لا [يعرفه] (٣) يحيى بن معين فهو كذّاب ، أو ليس هو بحديث (٤).
وقال جعفر بن أبي عثمان الطّيالسيّ : كنّا عند يحيى بن معين ، فجاء رجل مستعجل وقال : يا أبا زكريّا حدّثني بشيء أذكرك به.
فقال يحيى : أذكر أنّك سألتني أن أحدّثك ، فلم أفعل.
فقال يحيى : أذكرك أنّك سألتني أن أحدّثك ، فلم أفعل.
__________________
(١) انظر حديث الطلاء في المؤطّإ للإمام مالك ـ رقم ١٥٤٣.
(٢) تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل ١ / ٢١٦ ، وتاريخ بغداد ١٤ / ١٨٤.
(٣) في الأصل بياض ، استدركته من (وفيات الأعيان).
(٤) تاريخ بغداد ١٤ / ١٨٠ ، وفيات الأعيان ٦ / ١٤٠.