فقال : لو فتحنا له هذا الباب لسهل عليه أن يطأ كلّ يوم ، ويعتق رقبة. فحملته على أصعب الأمور لئلّا يعود (١).
وقال ابن عبد البرّ : قدم يحيى بن يحيى إلى الأندلس بعلم كثير ، فعادت فتيا الأندلس بعد عيسى بن دينار عليه ، وانتهى السّلطان والعامّة إلى رأيه. وكان فقيها حسن الرأي ، لا يرى القنوت في الصّبح ، ولا في سائر الصّلوات.
ويقول : سمعت اللّيث بن سعد يقول : سمعت يحيى بن سعيد الأنصاريّ يقول : إنّما قنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم نحو أربعين [يوما] (٢) يدعو على قوم ، ويدعو لآخرين.
قال : وكان اللّيث لا يقنت (٣).
قال ابن عبد البرّ (٤) : وخالف يحيى مالكا في اليمين مع الشاهد ، ولم ير القضاء به ولا الحكم ، وأخذ بقول اللّيث في ذلك.
وكان يرى كراء الأرض بجزء ممّا يؤخذ منها على مذهب اللّيث وقال : هي سنّة رسول الله صلىاللهعليهوسلم في خيبر. وقضى بدار أبين (٥) إذا لم يوجد في أهل الزّوجين حكمان (٦) يصلحان لذلك.
وقال ابن عبد البرّ أيضا (٧) : كان يحيى بن يحيى إمام أهل بلده ، والمقتدى به منهم ، والمنظور إليه ، والمعوّل. وكان ثقة عاقلا حسن الرأي والسّمت ، يشبه في سمته بسمت مالك. ولم يكن له بصر بالحديث.
وقال ابن الفرضيّ (٨) : كان يفتي برأي مالك ، وكان إمام وقته وواحد بلده.
وكان رجلا عاقلا.
__________________
(١) ترتيب المدارك ٢ / ٥٤٢ ، وفيات الأعيان ٦ / ١٤٥ ، نفح الطيب ٢ / ١٠ ، ١١.
(٢) في الأصل بياض ، استدركته من الإنتقاء لابن عبد البرّ.
(٣) الإنتقاء ٥٩.
(٤) في الانتقاء ٥٩.
(٥) هكذا في الأصل ، وفي أصل «سير أعلام النبلاء» : «بدار أمين».
(٦) في الأصل «حكمين» وهو غلط نحوي.
(٧) في الإنتقاء ٦٠.
(٨) في تاريخ علماء الأندلس ٢ / ١٧٩ ، ١٨٠.