قال محمد بن عمر بن لبابة : فقيه الأندلس عيسى بن دينار ، وعالمها عبد الملك بن حبيب ، وعاقلها يحيى بن يحيى (١).
قال ابن الفرضيّ (٢) : وكان يحيى ممّن اتّهم ببعض الأمر في الهيج ، فهرب إلى طليطلة ثم استأمن ، فكتب له الأمير الحكم أمانا وردّه إلى قرطبة.
وقال عبد الله بن محمد بن جعفر : رأيت يحيى بن يحيى نازلا عن دابّته ، ماشيا إلى الجامع يوم جمعة [وعليه عمامة ورداء متين ، وأنا أحبس دابّة أبي] (٣).
وقال أبو القاسم بن بشكوال : كان يحيى بن يحيى مجاب الدّعوة ، قد أخذ في نفسه وهيبته ومقعده هيئة مالك ، رحمهالله.
قلت : وبه ظهر مذهب الإمام مالك بالأندلس. فإنّه عرض عليه القضاء فامتنع. فكان أمير الأندلس لا يولّي القضاء بمدائن الأندلس إلّا من يشير به يحيى بن يحيى ، فكثر تلامذة يحيى لذلك ، وأقبلوا على فقه مالك ، ونبذوا ما سواه (٤).
قال غير واحد : توفّي في رجب سنة أربع وثلاثين ومائتين : وقيل : سنة ثلاث (٥).
٤٩٨ ـ يزداد بن موسى بن جميل (٦).
حدّث ببغداد عن : أبي جعفر الرازيّ ، وإسرائيل بن يونس.
وتفرّد بالرواية عنهما.
وعاش بضعا وتسعين سنة.
روى عنه : عمر بن أيّوب السّقطيّ ، وعبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، وعبد الله بن ناجية ، وغيرهم.
__________________
(١) تاريخ علماء الأندلس ٢ / ١٨٠.
(٢) في تاريخه ٢ / ١٨٠.
(٣) ما بين الحاصرتين استدركته من : تاريخ علماء الأندلس ٢ / ١٨٠ ، ومكانه بياض في الأصل.
(٤) وفيات الأعيان ٦ / ١٤٦.
(٥) وقال عنه الخليلي : «ثقة» (الإرشاد ١ / ٥٤).
(٦) انظر عن (يزداد بن موسى) في :
تاريخ بغداد ١٤ / ٣٥٥ رقم ٧٦٧٨.