العيناء ، وميمون بن هارون ، ويزيد بن محمد المهلّبيّ ، وآخرون.
وولد سنة خمسين ومائة ، أو بعدها.
قال إبراهيم الحربيّ : كان ثقة عالما (١).
وقال الخطيب (٢) : كان حلو النّادرة ، حسن المعرفة ، جيّد الشّعر ، مذكور بالسّخاء. له كتاب «الأغاني» الّذي رواه عنه ابنه حمّاد.
وعن إسحاق الموصليّ قال : بقيت دهرا من عمري أغلّس كلّ يوم إلى هشيم ، أو غيره من المحدّثين ، ثم أصير إلى الكسائيّ ، أو الفرّاء ، أو ابن غزالة فأقرأ عليه جزءا من القرآن ، ثم إلى أبي منصور زلزل فيضاربني طريقتين أو ثلاثة ، ثم آتي عاتكة بنت شهدة ، فآخذ منها صوتا أو صوتين ، ثم آتى الأصمعيّ وأبا عبيدة فأناشدهما وأستفيد منهما (٣). فإذا كان العشاء ، رحت إلى أمير المؤمنين الرشيد (٤).
وكان ابن الأعرابيّ يصف إسحاق النّديم بالعلم والصّدق والحفظ ويقول :
أسمعتم بأحسن من ابتدائه :
هل إلى أن تنام عيني سبيل؟ |
|
إنّ عهدي بالنّوم عهد طويل (٥) |
وقال إسحاق : لمّا خرجنا مع الرشيد إلى الرّقّة قال لي الأصمعيّ : كم حملت معك من كتبك؟.
قلت : ستّة عشر صندوقا ، فكم حملت أنت؟
قال : معي صندوق واحد.
وقال : رأيت كأنّ جريرا ناولني كبّة من شعر ، فأدخلتها في فمي ، فقال العابر : هذا رجل يقول من الشّعر ما شاء (٦).
__________________
(١) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٣.
(٢) في تاريخ بغداد ٦ / ٣٣٨.
(٣) وزاد الخطيب في روايته هنا : «ثم أصير إلى أبي فأعلمه ما صنعت ، ومن لقيت ، وما أخذت ، وأتغدّى معه».
(٤) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٠.
(٥) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٣ ، تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٤٢٠.
(٦) تاريخ بغداد ٦ / ٣٤٠ ، ٣٤١.