الفصل العاشر
فى اختلافات بين المعتزلة فى أحكام
الأكوان متفرّعة على أصولهم ، ومناقضتهم فيها (١)
الاختلاف / الأول :
اختلفوا فى بقاء الحركة ؛ مع اتفاقهم على بقاء الأعراض.
فذهب الجبائى ، وأكثر المعتزلة (٢) : إلى أن الحركة غير باقية ؛ محتجين على ذلك بأن الحركة عبارة عن الكون فى الحيّز بعد أن كان فى غيره.
والكون فى الحيّز الثانى بتقدير بقاء الجوهر فيه غير باق ؛ بل المتجدد فيه كون الآخر هو السّكون. والسّكون لا يكون هو نفس الحركة ؛ بل ضدها ، والحركة لا توجد مع ضدها.
ولأن الكون الأول فى الحيّز الثانى ؛ موجب للخروج من الحيّز الأول. والكون الثانى ليس كذلك ؛ فهما غيران.
وذهب أبو هاشم (٣) : إلى القول ببقاء الحركة ، وأن الكون الأول فى الحيّز الثانى هو الحركة ؛ وهو بعينه الكون فى الزمن الثانى الّذي هو السكون.
ولقائل أن يقول : أما ما ذكره الجبائى : فى تفسير الحركة ؛ فمسلم ؛ ولكن لم (١١) / / قال بامتناع بقائها؟
__________________
(١) انظر الشامل فى أصول الدين للإمام الجوينى ص ٤٧٩ ـ ٤٨٩.
ص ٤٧٩ فصل : مشتمل على اختلاف المعتزلة فى أحكام الأكوان.
ص ٤٨٦ فصل : من بقية أحكام الأكوان.
وانظر المواقف للإيجي ص ١٦٦ المقصد السابع : فى اختلافات للمعتزلة بناء على أصولهم.
(٢) قارن بما ورد فى الشامل ص ٤٧٩ فقد ذكر رأى الجبائى وأكثر المعتزلة بالتفصيل. وانظر المواقف للإيجي ص ١٦٦ ليتضح مدى تأثره بالآمدي.
(٣) قارن بما ورد فى الشامل فى أصول الدين للجوينى ص ٤٧٩ فقد ذكر رأى أبى هاشم فى بقاء الحركة بالتفصيل.
وانظر المواقف للإيجي ص ١٦٦ ليتضح مدى التأثر والتأثير. فإمام الحرمين متقدم على الآمدي ، والإيجى متأخر عنه.
(١١)/ / أول ل ٣٠ / ب.