الفصل الثالث
فى اختلافات بين المعتزلة فى الاعتمادات ومناقضتهم فيها (١)
الاختلاف الأول : فى تضاد الاعتمادات.
وقد اتفقت المعتزلة على أن الاعتمادات منقسمة : إلى اعتمادات لازمة طبيعية وهى اعتماد الثقيل فى جهة السفل. والخفيف فى جهة العلو.
وإلى اعتمادات مجتلبة : وهى اعتماد الثقيل (١١) / / فى جهة العلو عند ما إذا رمى إلى جهة فوق ، أو سحب ، واعتماد الخفيف فى جهة السفل عند ما إذا حرك إليها ، أو إلى غير ذلك من الجهات.
وعند هذا اختلفوا :
فقال الجبائى (٢) ، ومن نصر مذهبه : الاعتمادات كلها متضادة.
وقال أبو هاشم (٢) : التضاد بين الاعتمادات اللازمة ، والمجتلبة وهل تتضاد الاعتمادات اللازمة بعضها مع بعض ، وكذلك الاعتمادات المجتلبة ؛ فقد اختلف قوله فيها.
فتارة / قال بالتضاد ، وتارة بعدمه.
واحتج الجبائى بأن قال : الحركات فى الجهتين متضادتان ؛ فكذلك الاعتماد في الجهتين.
واحتج أبو هاشم على امتناع التضاد بين الحركات [اللازمة المجتلبة بما ذكرناه من جذب الحبل إلى فوق ، وعلى امتناع التضاد بين الحركات (٣)] المجتلبة بما ذكرناه من صورة الحبل المجذوب من طرفيه ؛ وتقريره بما سبق (٤).
__________________
(١) لمزيد من البحث والدراسة انظر :
الشامل فى أصول الدين للجوينى ص ٤٩٤ وما بعدها.
والمواقف للإيجي ص ١٢٨ وما بعدها ، وشرح المواقف للجرجانى ٥ / ٢١٧ ـ ٢٣٢.
(١١)/ / أول ل ٣٤ / أ.
(٢) عن رأى الجبائى وابنه فى تضاد الاعتمادات قارن بما ورد فى الشامل للجوينى ص ٤٩٤ وهو متقدم على الآمدي ، وبما ورد فى المواقف وشرحها ، شرح المواقف ٥ / ٢١٧ وما بعدها وهو متأخر عن الآمدي. ليتضح لنا مدى التأثر والتأثير ؛ فأبكار الأفكار ـ بحق ـ قد حوى آراء المتقدمين واعتمد عليه معظم من أتى بعده من المتأخرين.
(٣) ساقط من (أ).
(٤) راجع ما سبق ل ٦٤ / ب