وذهبت البراهمة (١) ، والصّابية (٢) ، والتناسخية (٣) : إلى امتناع البعثة عقلا الا أن من البراهمة من اعترف برسالة آدم دون غيره.
ومنهم من لم يعترف بغير ابراهيم.
ومن الصابئية من اعترف برسالة هرمس وعالمون وهما (٤) شيث وادريس (٥) دون غيرهما.
__________________
(١) البراهمة : فرقة تنسب إلى ابراهما الّذي ذكر فى (الفيدا) أحد كتبهم المقدسة والبراهمية : نظام دينى ، اجتماعى ، سياسى. وهم يعتبرون براهما الإله الأعلى ومن أصولهم : تقسيم الأمة إلى طبقات أربع. وقد نفى البراهمة النبوات ، وقالوا : باستحالتها فى العقول بحجج واهية من أشهرها : «إن الّذي يأتى به الرسول لم يخل من أحد أمرين : إما أن يكون معقولا ، وإما أن لا يكون معقولا.
فإن كان معقولا : فقد كفانا العقل التام بإدراكه والوصول إليه. فأى حاجة لنا إلى الرسول وإن لم يكن معقولا ؛ فلا يكون مقبولا. [انظر الملل والنحل ٣ / ٩٥ ـ ١٠٠ ، نشأة الفكر الفلسفى ١ / ٢٨٦ ـ ٢٩١].
(٢) الصابئية : الأشبه فى تسمية هذه الطائفة صابئة ؛ لميلهم وانحرافهم عن سنن الحق فى نبوة الأنبياء ولاتخاذهم آلهة غير الله أخذا من قول العرب صبأ الرجل. إذا مال وانحرف.
ومدار مذهبهم على التعصب للروحانيين : كما أن مدار مذهب الحنفاء هو التعصب للبشر الجسمانيين وهم أربع فرق :
الفرقة الأولى : أصحاب الروحانيات.
الفرقة الثانية : أصحاب الهياكل.
الفرقة الثالثة : أصحاب الأشخاص.
الفرقة الرابعة : الحلولية.
ولتوضيح آرائهم بالتفصيل والرد عليها وإبطالها انظر : ابكار الأفكار فى أصول الدين ل ٢٢١ / أو ما بعدها. الجزء الأول ، والملل والنحل ٢ / ٥ ـ ٥٧.
(٣) التناسخية : التناسخ كما يزعم التناسخية (تكرار المولد) وهو رجوع الروح ـ حسب زعمهم ـ بعد خروجها من جسم إلى العالم الأرضى فى جسم آخر. وهم يحيلون بعثة الأنبياء [الملل والنحل ٢ / ٥٥ وما بعدها].
(٤) شيث عليهالسلام : هو ابن آدم ـ عليهالسلام ـ ولد وعمر أبيه آدم مائة وثلاثون سنة ومعنى (شيث) هبة الله ، وسمياه بذلك ؛ لأنهما رزقاه بعد أن قتل هابيل.
قال أبو ذر فى حديثه عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «إن الله أنزل مائة صحيفة وأربع صحف ، على شيث خمسين صحيفة» وقال محمد بن اسحاق : ولما حضرت آدم الوفاة عهد إلى ابنه شيث ساعات الليل والنهار ، وعلمه عبادات تلك الساعات ، وأعلمه بوقوع الطوفان بعد ذلك.
قال : ويقال إن أنساب بنى آدم اليوم كلها تنتهى إلى شيث عليهالسلام ، وسائر أولاد آدم انقرضوا وبادوا. والله أعلم. ولما مات آدم عليهالسلام قام بأعباء الأمر بعده ولده شيث عليهالسلام وكان نبيا بنص الحديث الّذي رواه ابن حبان فى صحيحه عن أبى ذر مرفوعا : أنه أنزل عليه خمسون صحيفة.
فلما حانت وفاته أوصى إلى ابنه أنوش فقام بالأمر من بعده. [قصص الأنبياء للإمام اسماعيل بن كثير ـ ص ٥٥ ـ ٦٢ الناشر مكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة].
(٥) ادريس عليهالسلام : هو أحد رسل الله الكرام ، قال ـ تعالى ـ (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا ٥٦ وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا) [سورة مريم ١٩ / ٥٦ ، ٥٧]. ـ