يسمعون ، وأنى يجيبون وقد جيفوا؟ فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : والّذي نفسى بيده : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا» (١).
وأيضا ما روى عنه عليهالسلام أنه قال «إن العبد إذا وضع فى قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم (٢)» وذلك بدون الحياة غير متصور.
والدليل على إثبات عذاب القبر. الكتاب ، والسنة.
أما الكتاب فآيات :
الآية الأولى : قوله ـ تعالى : ـ (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ / السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) (٣) ووجه الاحتجاج بها من ثلاثة أوجه :
الأول : أنها صريحة فى العذاب قبل يوم القيامة ، وذلك لا يكون إلا قبل الانتشار من القبور.
الثانى : أن عذاب يوم القيامة يكون أبدا [سرمدا] (٤) ، غير مفتّر ، وما أثبته من العذاب فليس دائما ؛ بل بكرة وعشيا على ما قاله ـ تعالى ـ (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا) وإذا لم يكن هو عذاب يوم القيامة ، تعين أن يكون هو عذاب القبر ، إذ الآية إنما وردت فى حق الموتى.
الثالث : هو أن الآية قد فرقت بين العذابين ، ووصفت عذاب يوم القيامة بأنه أشدّ العذاب على ما قال ـ تعالى ـ : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) والعرض على النار غدوا ، وعشيّا ؛ ليس هو أشدّ العذاب ؛ فلا يكون هو عذاب يوم القيامة فتعيّن أن يكون هو عذاب القبر.
الآية الثانية : قوله ـ تعالى : ـ فى حق قوم نوح (أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً) (٥) والفاء فى اللغة للتعقيب من غير مهلة ، وذلك ظاهر فى عذاب القبر.
__________________
(١) رواه مسلم ٤ / ٢٢٠٣ كتاب الجنة.
(٢) رواه البخارى ٣ / ١٨٨ ـ ١٨٩ فى الجنائز : باب ما جاء فى عذاب القبر ، وباب الميت يسمع خفق النعال.
(٣) سورة غافر ٤٠ / ٤٦.
(٤) ساقط من (أ).
(٥) سورة نوح ٧١ / ٢٥.