صلىاللهعليهوسلم ـ وأخبره بالخبر ، فقال عليهالسلام صدق ، إن من اقتراب الساعة كلام السباع (١).
ومن ذلك ما روى عبد الله بن عمر أنه قال : كنّا جلوسا عند رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إذ جاء أعرابى على ناقة حمراء فأناخ بباب المسجد ، ودخل وسلم على النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقعد ؛ فقالوا يا رسول الله : إن النّاقة التى تحت الأعرابى سرقة ، فقال : أثم بيّنة؟ فقالوا نعم ، فقال ـ عليهالسلام ـ يا عليّ خذ حق الله من الأعرابى إن قامت عليه البيّنة وإن لم تقم فردّه إلى فاطرق الأعرابى ، فقال له النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يا أعرابى قم لأمر الله ، وإلّا فادل بحجّتك. فقالت النّاقة : من خلف الباب والّذي بعثك بالكرامة يا رسول الله إن هذا ما سرقنى ، ولا ملكنى أحد سواه ، فقال له عليهالسلام : بالذى أنطقها بعذرك ما الّذي قلت ، فقال : قلت اللهم إنّك لست بربّ استحدثناك ، ولا معك إله أعانك على خلقنا ، وشاركك فى ربوبيّتك ، أنت ربّنا أسألك أن تصلى على محمد ، وأن تبرّئني ببراءتى (٢).
ومن ذلك ما روى عنه ـ عليهالسلام ـ أنه لما فتح الله عليه خيبر أصابه من سهمه حمار أسود ، قال فكلم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الحمار وقال له ما أسمك فأجابه
__________________
(١) الحديث أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة ـ باب فمنه كلام الذئب ص ٣١٨ كما ورد هنا ، وأورد الهيثمى في مجمع الزوائد ـ كتاب علامات النبوة ـ باب إخبار الذئب بنبوته ٨ / ٢٦١ وعزاه إلى أحمد ، ورجاله رجال الصحيح.
وأخرجه أحمد فى المسند ـ مسند أبى سعيد الخدرى ـ رضي الله عنه ـ ٣ / ٨٣ ، ٨٤. حدثنا يزيد أنا القاسم بن الفضل الحرانى عن أبى نضرة عن أبى سعيد الخدرى قال : عدا ذئب على شاة فأخذها ؛ فطلبه الراعى فانتزعها منه ؛ فأقعى الذئب على ذنبه وقال : ألا تتقى الله! تنزع منى رزقا ساقه الله إلى. فقال يا عجبى ذئب مقع على ذنبه يكلمنى كلام الإنس ؛ فقال الذئب : ألا أخبرك بأعجب من ذلك محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق. قال فأقبل الراعى يسوق غنمه حتى دخل المدينة ، فزواها إلى زاوية من زواياها. ثم أتى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ؛ فأخبره فأمر رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فنودى الصلاة جامعة ثم خرج ، فقال للراعى : أخبرهم : فأخبرهم.
فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ والّذي نفسى بيده. لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس ، ويكلم الرجل عزبة سوطه وشراك نعله ، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده.
ولمزيد من البحث والدراسة انظر دلائل النبوة للبيهقى ٦ / ٤١ (باب ما فى كلام الذئب وشهادته لنبينا بالرسالة وما ظهر فى ذلك من دلالات النبوة).
(٢) هذا الحديث أخرجه الحاكم فى المستدرك ـ كتاب التاريخ ـ باب هداية الطريق ٢ / ٦١٩ ، ٦٢٠ ـ (كما ذكره الآمدي هنا) وبقى من الحديث. «فقال له رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ والّذي بعثنى بالكرامة يا أعرابى لقد رأيت الملائكة يبتدرون أفواه الأزقة يكتبون مقالتك ؛ فأكثر الصلاة عليّ».
وقال الحاكم رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقاة ويحيى بن عبد الله المصرى هذا لست أعرفه بعدالة ولا جرح ، ووافقه الذهبى.
وقد ورد حادثة الناقة فى (الشفا بتعريف حقوق المصطفى) للقاضى عياض ١ / ٣١٥.