فقال : نعم. تطلق هذه ؛ فأطلقها ؛ فخرجت تعدو وهى تقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمد رسول الله (١).
وأما حركات الجمادات إليه :
فمن ذلك : قصة شجرة الوادى على ما سبق (٢)
ومن ذلك ما روى عن ابن عباس (٣) ـ رضى الله عنهما ـ أنّه قال : جاء أعرابى إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال له لم أعرف أنك رسول الله ، فقال له أرأيت إن دعوت هذا العزق من هذه النخلة أتشهد أنى رسول الله ، قال نعم.
قال فدعا العزق ؛ فجعل العزق ينزل من النخلة حتى سقط فى الأرض حتى أتى إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ثم قال له ارجع فرجع حتى عاد إلى مكانه ؛ فقال الأعرابى أشهد أنك رسول الله (٤)
ومن ذلك ما اشتهر من حنين الجذع اليابس إليه (٥).
__________________
(١) أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة ـ باب ذكر الظبى والضب ص ٣٢٠ عن زيد بن أرقم وفى ص ٣٢١ عن أنس بن مالك. كما أخرجه البيهقى فى دلائل النبوة ٦ / ٣٤ عن أبى سعيد ٦ / ٣٥ عن زيد بن أرقم. وقال البيهقى : قال زيد بن أرقم : فأنا والله رأيتها تسيح فى البرية وتقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله. كما أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير ٢٣ / ٣٣١ ، ٣٣٢ حديث رقم ٧٦٣.
(٢) انظر ما مر ل ١٤٩ / أ.
(٣) ابن عباس رضي الله عنه : عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضى الله عنهما الصحابى الجليل ـ حبر الأمة ـ ولد بمكة قبل الهجرة بثلاثة أعوام ونشأ فى بدء عصر النبوة ؛ فلازم رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، وروى عنه وشهد مع على رضى الله عنه ـ الجمل وصفين ثم سكن الطائف وتوفى بها سنة ٦٨ ه له فى كتب الحديث ١٦٦٠ حديثا.
قال ابن مسعود : نعم ترجمان القرآن ابن عباس.
وقال عمرو بن دينار : ما رأيت مجلسا كان أجمع لكل خير من مجلس ابن عباس : الحلال والحرام والعربية والأنساب والشعر ، ولحسان بن ثابت شعر في وصفه وذكر فضائله (صفة الصفوة لابن الجوزى ١ / ١٨٥ ـ ٢٩١ والأعلام للزركلى ٤ / ٩٥).
(٤) أخرج فى دلائل النبوة ٦ / ١٣ وما بعدها باب مشى العذق الّذي دعاه محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إليه حتى وقف بين يديه ثم رجوعه إلى مكانه بإذنه وما فى ذلك من دلائل النبوة ، وقد أورده البيهقى بروايات متعددة ، عن عمر بن الخطاب ، وأنس بن مالك والحسن ، وابن عمر ، وابن عباس رضى الله عنهم.
(٥) انظر دلائل النبوة للبيهقى ٦ / ٦٦ ـ ٦٨ باب (ما جاء فى حنين الجذع الّذي كان يخطب عنده رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حين جاوزه إلى المنبر. وقد مضى بعض طرقه عند ذكر اتخاذ المنبر وفى ذلك دلالة ظاهرة من دلالات النبوة.
وقد أورد البيهقى بطرق متعددة عن جابر ، وقد خرجه البخارى في صحيحه كتاب المناقب ـ باب علامات النبوة فى الإسلام الحديث رقم ٣٥٨٤. وعن ابن عمر : «أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان يخطب إلى جذع فلما وضع المنبر حنّ إليه حتى أتاه ؛ فمسحه فسكن».
وقد نقل عن الشافعى ـ رحمهالله ـ قوله ـ «ما أعطى الله ـ عزوجل ـ نبيا ما أعطى محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الجذع الّذي كان يخطب إلي جنبه حتى هيئ له المنبر حنّ الجذع حتى سمع صوته ؛ فهذا أكبر من ذاك».