فقال لعائشة أعندك شيء قالت فأتيته بلقمة فوضع يده عليها ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقال للسائل كل فأكل منها حتى شبع ، وبقيت اللقمة بحالها (١).
وأما نبع الماء من بين إصبعيه / / فيدل عليه ما روى عن أنس بن مالك ـ رضى الله عنه ـ أنه قال : أتى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بقدح زجاج وفيه ماء قليل [وهو (٢) بقباء] فوضع يده فيه فلم تدخل ، فأدخل أصابعه الأربع ، ولم يستطع إدخال إبهامه ؛ وقال للناس هلموا إلى الشراب ، قال أنس : فقد رأيت الماء وهو ينبع من بين أصابعه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ولم يزل الناس يردون حتى رووا ، وقد روى أن عدد الواردين كان ما بين السبعين إلى الثمانين (٣).
وأما إخباره بالغيب : فمن ذلك ما روى عن زيد ابن (٤) أرقم ، أنه قال : بعثنى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقال لى انطلق حتى تأتى أبا بكر فإنك تجده فى داره جالسا ، فقل له : إن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقرأ عليك السلام ويقول لك أبشر بالجنة ، ثم أنطلق حتى تأتى الثنية ؛ فتلقى عمر راكبا على جمل ؛ فقل له إن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقرأ عليك السلام ويقول لك أبشر بالجنة ، ثم انطلق حتى تأتى عثمان فى السوق يبيع ، ويبتاع فقل له إن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقرأ عليك
__________________
(١) انظر دلائل النبوة ٦ / ١١٣ وما بعدها ، باب : ما ظهر فيما خلف رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عائشة رضى الله عنها من الشعير ، وفيما أعطى الرجل من الشعير .. الخ (ففيه كثير مما يدل على نبوته صلىاللهعليهوسلم)
/ / أول ل ٨١ / ب.
(٢) ساقط من (أ).
(٣) الحديث متفق على صحته أخرجه البخارى ومسلم فى صحيحها :
أولا : صحيح البخارى ٦ / ٦٧٢ ح رقم (٣٥٧٤) عن أنس ـ رضى الله عنه ـ قال «خرج النبي (صلىاللهعليهوسلم) فى بعض مخارجه ومعه ناس من أصحابه ، فانطلقوا يسيرون ؛ فحضرت الصلاة ؛ فلم يجدوا ماء يتوضئون فانطلق رجل من القوم فجاء يقدح من مساء يسير ، فأخذه النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فتوضأ ثم مد أصابعه الأربع على القدح ، ثم قال : قوموا فتوضئوا ، فتوضأ القوم حتى بلغوا فيما يريدون من الوضوء ، وكانوا سبعين أو نحوه» [وبهذا المعنى الأحاديث أرقام من ٣٥٧١ ـ ٣٥٧٧]. بنفس الكتاب والباب.
ثانيا صحيح مسلم ٤ / ١٧٨٣ ح رقم ٢٢٧٩ كتاب الفضائل ـ باب فى معجزات النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن أنس رضي الله عنه أيضا وانظر أحاديث الباب.
(٤) زيد بن أرقم الخزرجى الأنصارى. صحابى جليل غزا مع النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ سبع عشرة غزوة ، وشهد صفين مع على ـ رضي الله عنه ـ ومات بالكوفة سنة ٦٨ ه له فى كتب الحديث سبعون حديثا [تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلانى ٣ / ٣٩٤ والأعلام للزركلى ٣ / ٥٦].