أَمْرِ رَبِّهِ) [الكهف : ٥٠] ولذا قال محمد بن إسحاق عن خلاد عن عطاء عن طاوس عن ابن عباس ، قال : كان إبليس قبل أن يركب المعصية من الملائكة اسمه عزازيل وكان من سكان الأرض وكان من أشد الملائكة اجتهادا ، وأكثرهم علما ، فذلك دعاه إلى الكبر ، وكان من حي يسمونه جنا (١). وفي رواية عن خلاد عن عطاء عن طاوس أو مجاهد عن ابن عباس أو غيره بنحوه. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا عباد يعني ابن العوام عن سفيان بن حسين عن يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، قال : كان إبليس اسمه عزازيل ، وكان من أشرف الملائكة من ذوي الأجنحة الأربعة ، ثم أبلس بعد. وقال سنيد ، عن حجاج عن ابن جريج ، قال : قال ابن عباس : كان إبليس من أشراف الملائكة وأكرمهم قبيلة ، وكان خازنا على الجنان ، وكان له سلطان سماء الدنيا ، وكان له سلطان الأرض (٢). وهكذا روى الضحاك وغيره عن ابن عباس سواء. وقال صالح مولى التوأمة (٣) عن ابن عباس : إن من الملائكة قبيلا يقال لهم الجن : وكان إبليس منهم ، وكان يسوس ما بين السماء والأرض ، فعصى ، فمسخه الله شيطانا رجيما ، رواه ابن جرير (٤). وقال قتادة عن سعد بن المسيب : كان إبليس رئيس ملائكة سماء الدنيا (٥). وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن بشار حدثنا عدي بن أبي عدي عن عوف عن الحسن ، قال : ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط ، وإنه لأصل الجن كما أن آدم أصل الإنس. وهذا الإسناد صحيح عن الحسن. وهكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم سواء. وقال شهر بن حوشب : كان إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة فأسره بعض الملائكة فذهب به إلى السماء ، رواه ابن جرير. وقال سنيد بن داود : حدثنا هشيم أنبأنا عبد الرحمن بن يحيى عن موسى بن نمير وعثمان بن سعيد بن كامل عن سعد بن مسعود ، قال : كانت الملائكة تقاتل الجن فسبي إبليس وكان صغيرا فكان مع الملائكة يتعبد معها فلما أمروا بالسجود لآدم سجدوا ، فأبى إبليس ، فلذلك قال تعالى : (إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِ) وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن القزاز حدثنا أبو عاصم عن شريك عن رجل عن عكرمة عن ابن عباس قال : إن الله خلق خلقا فقال اسجدوا لآدم فقالوا : لا نفعل ، فبعث الله عليهم نارا فأحرقتهم ، ثم خلق خلقا آخر فقال : (إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ) اسجدوا لآدم قال : فأبوا فبعث الله عليهم نارا
__________________
(١) كذا أيضا في الطبري ١ / ١٦٢ : «جنا» ـ بالجيم. وصوابه بالحاء المهملة. راجع ص ١٣٠ حاشية ٢.
(٢) هذا الخبر في الطبري ١ / ٥٠٣. وفيه زيادة عما هنا : «قال : قال ابن عباس : وقوله : (كانَ مِنَ الْجِنِ) إنما يسمى بالجنان أنه كان خازنا عليها ، كما يقال للرجل مكي ومدني وكوفي وبصري».
(٣) هو صالح بن نبهان (أبي صالح) المتوفى نحو ١٢٥ ه. من الطبقة الرابعة. أخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجة. صدوق ، اختلط بآخره ، فقال ابن عدي : لا بأس برواية القدماء عنه كابن أبي ذئب وابن جريج. وقد أخطأ من زعم أن البخاري أخرج له. (موسوعة رجال الكتب التسعة ٢ / ١٦٨)
(٤) تفسير الطبري ١ / ٢٦٤.
(٥) أخرجه الطبري ١ / ٢٦٢.