[الطويل]
تمنى كتاب الله أول ليلة |
|
وآخره لاقى حمام المقادر (١) |
وقال آخر : [الطويل]
تمنى كتاب الله آخر ليلة |
|
تمنّى داود الكتاب على رسل (٢) |
وقال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس (لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) [البقرة : ٧٨] أي ولا يدرون ما فيه ، وهم يجدون نبوتك بالظن. وقال مجاهد : (وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) يكذبون. وقال قتادة وأبو العالية والربيع : يظنون بالله الظنون بغير الحق.
وقوله تعالى : (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) الآية ، هؤلاء صنف آخر من اليهود. وهم الدعاة إلى الضلال بالزور والكذب على الله وأكل أموال الناس بالباطل ، والويل : الهلاك والدمار ، وهي كلمة مشهورة في اللغة. وقال سفيان الثوري عن زياد بن فياض : سمعت أبا عياض يقول : ويل : صديد في أصل جهنم. وقال عطاء بن يسار : الويل واد في جهنم لو سيرت فيه الجبال لماعت. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج ، عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره» ورواه الترمذي عن عبد الرحمن بن حميد ، عن الحسن بن موسى ، عن ابن لهيعة ، عن دراج به ، وقال : هذا الحديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة.
(قلت) لم ينفرد به ابن لهيعة كما ترى ، ولكن الآفة ممن بعده ، وهذا الحديث بهذا الإسناد مرفوع منكر ، والله أعلم.
وقال ابن جرير حدثنا المثنى ، حدثنا إبراهيم بن عبد السلام ، حدثنا صالح القشيري (٣) ، حدثنا علي بن جرير عن حماد بن سلمة ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن كنانة العدوي ، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم (فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) قال «الويل جبل في النار». وهو الذي أنزل في اليهود ، لأنهم حرفوا التوراة ، زادوا فيها ما أحبوا ، ومحوا منها ما يكرهون ، ومحوا اسم محمد صلىاللهعليهوسلم من التوراة ولذلك غضب الله عليهم ، فرفع بعض التوراة فقال تعالى : (فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ)
__________________
(١) البيت بلا نسبة في لسان العرب (مني) ؛ ومقاييس اللغة ٥ / ٢٧٧ ؛ وكتاب العين ٨ / ٣٩ ؛ وتاج العروس (مني). ولحسان بن ثابت في تفسير ابن حيان ٦ / ٣٨٢.
(٢) البيت بلا نسبة في لسان العرب (مني) ؛ وتاج العروس (منا)
(٣) في الطبري : «حدثنا إبراهيم بن عبد السلام بن صالح التستري ..».