تفسير القرآن العظيم [ ج ١ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في تفسير القرآن العظيم

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

الإمام أحمد (١) : حدثنا أبو أحمد ، حدثنا عبد الله بن الوليد العجلي عن بكير بن شهاب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : أقبلت يهود إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : يا أبا القاسم ، أخبرنا عن خمسة أشياء ، فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك ، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قال : والله على ما نقول وكيل ، قال «هاتوا» قالوا : فأخبرنا عن علامة النبي؟ قال: «تنام عيناه ولا ينام قلبه» قالوا : أخبرنا كيف تؤنث المرأة؟ وكيف يذكر الرجل؟ قال : «يلتقي الماءان ، فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت ، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت» قالوا : أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه؟ قال : «وكان يشتكي عرق النسا ، فلم يجد شيئا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا» قال أحمد : قال بعضهم : يعني الإبل فحرم لحومها ، قالوا : صدقت ، قالوا : أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال : «ملك من ملائكة الله عزوجل موكل بالسحاب بيديه أو في يديه مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله تعالى» قالوا : فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال : «صوته» قالوا : صدقت ، قالوا : إنما بقيت واحدة ، وهي التي نتابعك إن أخبرتنا بها ، أنه ليس من نبي إلا وله ملك يأتيه بالخبر ، فأخبرنا من صاحبك؟ قال : «جبريل عليه‌السلام» قالوا : جبريل ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والقطر والنبات لكان ، فأنزل الله تعالى : (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ) إلى آخر الآية. ورواه الترمذي والنسائي من حديث عبد الله بن الوليد به ، وقال الترمذي : حسن غريب وقال سنيد في تفسيره عن حجاج بن محمد عن ابن جريج : أخبرني القاسم بن أبي بزة أن يهودا سألوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن صاحبه الذي ينزل عليه بالوحي ، قال : «جبريل» قالوا : فإنه عدو لنا ولا يأتي إلا بالحرب والشدة والقتال ، فنزلت : (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) الآية.

قال ابن جرير (٢) : قال مجاهد : قالت يهود : يا محمد ما نزل جبريل إلا بشدة وحرب وقتال فإنه لنا عدو ، فنزل : (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) الآية. قال البخاري (٣) : قوله تعالى : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) قال عكرمة : جبرا وميكا وإسراف : عبد. إيل : الله ، حدثنا عبد الله بن منير سمع عبد الله بن بكر ، حدثنا حميد عن أنس بن مالك ، قال : سمع عبد الله بن سلام بمقدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو في أرض يخترف (٤) فأتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي : ما أول أشراط الساعة ، وما أول طعام أهل الجنة ، وما ينزع الوالد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال : «أخبرني بهذه (٥) جبرائيل آنفا» قال : جبريل؟ قال : «نعم» قال : ذاك عدو اليهود من

__________________

(١) المسند (ج ١ ص ٢٧٤)

(٢) تفسير الطبري ١ / ٤٧٨.

(٣) صحيح البخاري (تفسير سورة البقرة باب ٣)

(٤) اخترف في أرضه أو بستانه : أقام وقت اجتناء التمر في الخريف.

(٥) في البخاري «بهنّ».