ذلك إذا قيل له في القبر من ربك ، وما دينك ، ومن نبيك؟ فيقول : ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد جاءنا بالبينات من عند الله ، فآمنت به وصدقت ، فيقال له : صدقت ، على هذا عشت ، وعليه مت ، وعليه تبعث» (١).
وقال ابن جرير (٢) : حدثنا مجاهد بن موسى والحسن بن محمد ، قالا : حدثنا يزيد ، أنبأنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «والذي نفسي بيده ، إن الميت ليسمع خفق نعالكم حين تولون عنه مدبرين ، فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه والزكاة عن يمينه والصوم عن يساره وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه ، فيؤتى من قبل رأسه ، فتقول الصلاة : ما قبلي مدخل ، فيؤتى عن يمينه فتقول الزكاة : ما قبلي مدخل ، فيؤتى عن يساره فيقول الصيام : ما قبلي مدخل ، فيؤتى عند رجليه فيقول : فعل الخيرات ما قبلي مدخل ، فيقال له : اجلس ، فيجلس قد مثلت له الشمس قد دنت للغروب.
فيقال له : أخبرنا عما نسألك ، فيقول : دعني حتى أصلي ، فيقال له : إنك ستفعل فأخبرنا عما نسألك ، فيقول : وعم تسألوني؟ فيقال : أرأيت هذا الرجل الذي كان فيكم ماذا تقول به ، وماذا تشهد به عليه؟ فيقول : أمحمد؟ فيقال له : نعم ، فيقول : أشهد أنه رسول الله ، وأنه جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه ، فيقال له : على ذلك حييت وعلى ذلك مت ، وعليه تبعث إن شاء الله ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا وينور له فيه ، ويفتح له باب إلى الجنة فيقال له : انظر إلى ما أعد الله لك فيها ، فيزداد غبطة وسرورا ، ثم تجعل نسمته في النسم الطيب ، وهي طير خضر تعلق بشجر الجنة ، ويعاد الجسد إلى ما بدئ من التراب» ، وذلك قول الله : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ) ، رواه ابن حبان من طريق المعتمر بن سليمان عن محمد بن عمر ، وذكر جواب الكافر وعذابه.
وقال البزار : حدثنا سعيد بن بحر القراطيسي ، حدثنا الوليد بن القاسم ، حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم ، عن أبي هريرة أحسبه رفعه ، قال : «إن المؤمن ينزل به الموت ويعاين ما يعاين ، فيود لو خرجت ، يعني نفسه ، والله يحب لقاءه وإن المؤمن يصعد بروحه إلى السماء ، فتأتيه أرواح المؤمنين فتستخبره عن معارفهم من أهل الأرض ، فإذا قال : تركت فلانا في الأرض ، أعجبهم ذلك ، وإذا قال : إن فلانا قد مات ، قالوا : ما جيء به إلينا ، وإن المؤمن يجلس في قبره فيسأل ، من ربك؟ فيقول : ربي الله ، ويسأل : من نبيك؟ فيقول : محمد نبيي.
فيقال : ماذا دينك؟ قال : ديني الإسلام ، فيفتح له باب في قبره فيقول ـ أو يقال ـ انظر إلى
__________________
(١) انظر تفسير الطبري ٧ / ٤٤٨.
(٢) تفسير الطبري ٧ / ٤٤٨ ، ٤٤٩.