السوق (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) نزلت في نساء النبي صلىاللهعليهوسلم خاصة. وهكذا روى ابن أبي حاتم قال : حدثنا علي بن حرب الموصلي ، حدثنا زيد بن الحبّاب حدثنا حسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) قال : نزلت في نساء النبي صلىاللهعليهوسلم خاصة. وقال عكرمة : من شاء باهلته أنها نزلت في شأن نساء النبي صلىاللهعليهوسلم ، فإن كان المراد أنهن كن سبب النزول دون غيرهن فصحيح ، وإن أريد أنهن المراد فقط دون غيرهن ففيه نظر ، فإنه قد وردت أحاديث تدل على أن المراد أعم من ذلك :
[الحديث الأول] : قال الإمام أحمد (١) : حدثنا عفان ، حدثنا حماد ، أخبرنا علي بن زيد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يمر بباب فاطمة رضي الله عنها ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : «الصلاة يا أهل البيت ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) رواه الترمذي (٢) عن عبد بن حميد عن عفان به. وقال : حسن غريب.
[حديث آخر] قال ابن جرير (٣) : حدثنا ابن وكيع ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا يونس عن أبي إسحاق ، أخبرني أبو داود عن أبي الحمراء قال : رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة رضي الله عنهما ، فقال : «الصلاة الصلاة ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) أبو داود الأعمى هو نفيع بن الحارث كذاب.
[حديث آخر] وقال الإمام أحمد (٤) أيضا : حدثنا محمد بن مصعب ، حدثنا الأوزاعي ، حدثنا شداد أبو عمار قال : دخلت على واثلة بن الأسقع رضي الله عنه. وعنده قوم ، فذكروا عليا رضي الله عنه فشتموه ، فشتمه معهم ، فلما قاموا قال لي : شتمت هذا الرجل؟ قلت : قد شتموه فشتمته معه ، ألا أخبركم بما رأيت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قلت : بلى ، قال : أتيت فاطمة رضي الله عنها أسألها عن علي رضي الله عنه ، فقالت : توجه إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومعه علي وحسن وحسين رضي الله عنهم ، آخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة رضي الله عنهما ، وأجلسهما بين يديه ، وأجلس حسنا وحسينا رضي الله عنهما كل واحد منها على فخذه ، ثم لف عليهم ثوبه أو قال كساءه ، ثم تلاصلىاللهعليهوسلم هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وقال : «اللهم هؤلاء
__________________
(١) المسند ١ / ٣٣١.
(٢) كتاب التفسير ، تفسير سورة ٣٣ ، باب ٧.
(٣) تفسير الطبري ١٠ / ٢٩٦ ، ٢٩٧.
(٤) المسند ٤ / ١٠٧.