رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تسبوا تبعا فإنه قد كان أسلم» (١).
ورواه الإمام أحمد (٢) في مسنده عن حسن بن موسى عن ابن لهيعة به وقال الطبراني : حدثنا أحمد بن علي الأبار ، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي برزة ، حدثنا مؤمل بن إسماعيل ، حدثنا سفيان عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لا تسبوا تبعا فإنه قد أسلم» وقال عبد الرزاق أيضا : أخبرنا معمر عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما أدري تبع نبيا كان لعينا أم غير نبي» وتقدم بهذا السند من رواية ابن أبي حاتم كما أورده ابن عساكر «لا أدري تبع كان لعينا أم لا» فالله أعلم ورواه ابن عساكر من طريق زكريا بن يحيى البدي عن عكرمة عن ابن عباس موقوفا. وقال عبد الرزاق : أخبرنا عمران أبو الهذيل ، أخبرني تميم بن عبد الرحمن قال : قال عطاء بن أبي رباح لا تسبوا تبعا فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم نهى عن سبه ، والله تعالى أعلم.
(وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (٣٨) ما خَلَقْناهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٣٩) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٠) يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤١) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (٤٢)
يقول تعالى مخبرا عن عدله وتنزيهه نفسه عن اللعب والعبث والباطل كقوله جل وعلا : (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) [ص : ٢٧] وقال تعالى : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) [المؤمنون : ١١٥ ـ ١١٦] ثم قال تعالى : (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ) وهو يوم القيامة يفصل الله تعالى فيه بين الخلائق ، فيعذب الكافرين ويثيب المؤمنين. وقوله عزوجل : (مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ) أي يجمعهم كلهم أولهم وآخرهم (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً) أي لا ينفع قريب قريبا كقوله سبحانه وتعالى : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ) [المؤمنون : ١٠١] وكقوله جلت عظمته : (وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً يُبَصَّرُونَهُمْ) [المعارج : ١٠ ـ ١١] أي لا يسأل أخا له عن حاله وهو يراه عيانا. وقوله جل وعلا : (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) أي لا ينصر القريب قريبه ولا يأتيه نصره من خارج ، ثم قال : (إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ) أي لا ينفع يومئذ إلا رحمة الله عزوجل بخلقه (إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) أي هو عزيز ذو رحمة واسعة.
(إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعامُ الْأَثِيمِ (٤٤) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (٤٥) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (٤٦)
__________________
(١) انظر تفسير الطبري ١١ / ٢٤١.
(٢) المسند ٥ / ٣٤٠.