في جوبة (١) ثم تصدع بعد أنهارا» (٢) وفي الصحيح «إذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وفوقه عرش الرحمن» (٣).
وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري وعبد الله بن الصقر السكري قالا : حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدثنا عبد الرحمن بن المغيرة ، حدثني عبد الرحمن بن عياش عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي عن أبيه عن عمه لقيط بن عامر قال دلهم ، وحدثنيه أيضا أبي الأسود عن عاصم بن لقيط قال : إن لقيط بن عامر خرج وافدا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قلت : يا رسول الله فعلام نطلع من الجنة؟ قالصلىاللهعليهوسلم: «على أنهار عسل مصفى ، وأنهار من خمر ما بها من صداع ولا ندامة ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وماء غير آسن ، وفاكهة لعمر إلهك ما تعلمون وخير من مثله ، وأزواج مطهرة» قلت : يا رسول الله أولنا فيها زوجات مصلحات؟ قال «الصالحات للصالحين تلذونهن مثل لذاتكم في الدنيا ويلذونكم ، غير أن لا توالد» (٤) وقال أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا : حدثنا يعقوب بن عبيدة عن يزيد بن هارون ، أخبرني الجريري عن معاوية بن قرة عن أبيه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لعلكم تظنون أن أنهار الجنة تجري في أخدود في الأرض والله إنها لتجري سائحة على وجه الأرض ، حافاتها قباب اللؤلؤ وطينها المسك الأذفر (٥) ، وقد رواه أبو بكر بن مردويه من حديث مهدي بن حكيم عن يزيد بن هارون به مرفوعا.
وقوله تعالى : (وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) كقوله عزوجل : (يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ) [الدخان : ٥٥] وقوله تبارك وتعالى : (فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ) [الرحمن : ٥٢] وقوله سبحانه وتعالى : (وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ) أي مع ذلك كله. وقوله سبحانه وتعالى : (كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ) أي هؤلاء الذين ذكرنا منزلتهم من الجنة كمن هو خالد في النار؟ ليس هؤلاء كهؤلاء ، أي ليس من هو في الدرجات كمن هو في الدركات (وَسُقُوا ماءً حَمِيماً) أي حارا شديد الحر لا يستطاع (فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ) أي قطع ما في بطونهم من الأمعاء والأحشاء ـ عياذا بالله تعالى من ذلك.
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ
__________________
(١) الجوبة : الحضرة المستديرة الواسعة.
(٢) أخرجه الدارمي في الرقاب باب ١٠١ ، وأحمد في المسند ٤ / ٤١٦.
(٣) أخرجه البخاري في الجهاد باب ٤ ، والترمذي في صفة الجنة باب ٤ ، وأحمد في المسند ٢ / ٣٣٥.
(٤) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ١٣ ، ١٤.
(٥) المسك الأذفر : هو المسك الجيد النوعية.