عن حذيفة إلا من هذا الوجه.
[حديث آخر] قال ابن أبي حاتم : حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا يحيى بن زكريا القطان ، حدثنا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : طاف رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم فتح مكة على ناقته القصواء يستلم الأركان بمحجن (١) في يده ، فما وجد لها مناخا في المسجد حتى نزل صلىاللهعليهوسلم على أيدي الرجال ، فخرج بها إلى بطن المسيل فأنيخت ، ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم خطبهم على راحلته فحمد الله تعالى وأثنى عليه بما هو له أهل ثم قال : «يا أيها الناس إن الله تعالى قد أذهب عنكم عبّيّة الجاهلية وتعظمها بآبائها ، فالناس رجلان : رجل بر تقي كريم على الله تعالى ، ورجل فاجر شقي هين على الله تعالى ، إن الله عزوجل يقول : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ـ ثم قال صلىاللهعليهوسلم ـ أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم» هكذا رواه عبد بن حميد عن أبي عاصم الضحاك عن مخلد عن موسى بن عبيدة به.
[حديث آخر] قال الإمام أحمد (٢) : حدثنا يحيى بن إسحاق ، حدثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح ، عن عقبة بن عامر رضي الله عنهما قال إن رسول اللهصلىاللهعليهوسلم قال : «إن أنسابكم هذه ليست بمسبة على أحد ، كلكم بنو آدم طف الصاع (٣) لم يملؤوه ، ليس لأحد على أحد فضل إلا بدين وتقوى ، وكفى بالرجل أن يكون بذيا بخيلا فاحشا». وقد رواه ابن جرير (٤) عن يونس عن ابن وهب عن ابن لهيعة به ولفظه «الناس لآدم وحواء طف الصاع لم يملؤوه ، إن الله لا يسألكم عن أحسابكم ولا عن أنسابكم يوم القيامة ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم». وليس هو في شيء من الكتب الستة من هذا الوجه.
[حديث آخر] قال الإمام أحمد (٥) : حدثنا أحمد بن عبد الملك ، حدثنا شريك عن سماك عن عبد الله بن عميرة زوج درة بنت أبي لهب ، عن درة بنت أبي لهب رضي الله عنها قالت : قام رجل إلى النبي صلىاللهعليهوسلم وهو على المنبر فقال : يا رسول الله أي الناس خير؟ قال صلىاللهعليهوسلم : «خير الناس أقرأهم وأتقاهم لله عزوجل ، وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم».
[حديث آخر] قال الإمام أحمد (٦) : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا أبو الأسود عن
__________________
(١) المحجن : عصا معقوفة الرأس.
(٢) المسند ٤ / ١٥٨.
(٣) طف الصاع : أي قريب بعضكم من بعض.
(٤) تفسير الطبري ١١ / ٣٩٩.
(٥) المسند ٦ / ٤٣٢.
(٦) المسند ٦ / ٦٩.