ذلك» (١) رواه الترمذي ، وهذا لفظه والنسائي في اليوم والليلة من حديث ابن جريج ، وقال الترمذي : حسن صحيح ، وأخرجه الحاكم في مستدركه ، وقال إسناد على شرط مسلم ، إلا أن البخاري علله ، قلت : علله الإمام أحمد والبخاري ومسلم وأبو حاتم وأبو زرعة والدار قطني وغيرهم ، ونسبوا الوهم فيه إلى ابن جريج ، على أن أبا داود قد رواه في سننه من طريق غير ابن جريج إلى أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم بنحوه ، ورواه أبو داود ، واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك من طريق الحجاج بن دينار عن هاشم ، عن أبي العالية عن أبي برزة الأسلمي ، قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول بآخر عمره : إذا أراد أن يقوم من المجلس «سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك». فقال رجل : يا رسول الله ، إنك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى ، قال : «كفارة لما يكون في المجلس» وقد روي مرسلا عن أبي العالية ، فالله أعلم.
وهكذا رواه النسائي والحاكم من حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن رافع بن خديج عن النبي صلىاللهعليهوسلم مثله سواء ، وروي مرسلا أيضا والله أعلم ، وكذا رواه أبو داود عن عبد الله بن عمرو أنه قال : «كلمات لا يتكلم بهن أحد في مجلسه عند قيامه ثلاث مرات إلا كفر بهن عنه ، ولا يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر ، إلا ختم له بهن كما يختم بالخاتم على الصحيفة : سبحانك اللهم وبحمدك ، لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك» وأخرجه الحاكم من حديث أم المؤمنين عائشة وصححه ، ومن رواية جبير بن مطعم ، ورواه أبو بكر الإسماعيلي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كلهم عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقد أفردت لذلك جزءا على حدة بذكر طرقه وألفاظه وعلله ، وما يتعلق به ولله الحمد والمنة.
وقوله تعالى : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ) أي اذكره واعبده بالتلاوة والصلاة في الليل كما قال تعالى : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) [الإسراء : ٧٩]. وقوله تعالى : (وَإِدْبارَ النُّجُومِ) قد تقدم في حديث ابن عباس ، أنهما الركعتان اللتان قبيل صلاة الفجر ، فإنهما مشروعتان عند إدبار النجوم أي عند جنوحها للغيبوبة. وقد روى ابن سيلان عن أبي هريرة مرفوعا «لا تدعوهما وإن طردتكم الخيل» (٢) يعني ركعتي الفجر ، رواه أبو داود. ومن هذا الحديث حكي عن بعض أصحاب الإمام أحمد القول بوجوبهما ، وهو ضعيف الحديث «خمس صلوات في اليوم والليلة» قال : هل علي غيرها قال : «لا إلا أن تطوع» (٣) وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : لم يكن رسول الله صلىاللهعليهوسلم على شيء من
__________________
(١) أخرجه أبو داود في الأدب باب ٢٧ ، والترمذي في الدعوات باب ٣٢.
(٢) أخرجه أبو داود في التطوع باب ٣ ، وأحمد في المسند ٢ / ٤٠٥.
(٣) أخرجه البخاري في الإيمان باب ٣٤ ، والصوم باب ١ ، والحيل باب ٣ ، ومسلم في الإيمان حديث ٨ ، وأبو داود في الصلاة باب ١ ، والترمذي في الزكاة باب ٢.