صدق عن أبي هريرة.
وقال ابن جرير (١) : حدثنا بشر ، حدثنا يزيد ، حدثنا سعيد عن قتادة قوله تعالى : (أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) ذكر لنا أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان إذا قرأها قال «سبحانك وبلى» ثم قال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان الواسطي ، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا سفيان عن أبي إسحاق ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، أنه مر بهذه الآية (أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) قال : سبحانك فبلى. آخر تفسير سورة القيامة ولله الحمد والمنة.
تفسير سورة الإنسان
وهي مكية
قد تقدم في صحيح مسلم عن ابن عباس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة (الم تَنْزِيلُ) السجدة و (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ) (٢) وقال عبد الله بن وهب : أخبرنا ابن زيد أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قرأ هذه السورة (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) وقد أنزلت عليه وعنده رجل أسود ، فلما بلغ صفة الجنان زفر زفرة فخرجت نفسه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أخرج نفس صاحبكم ـ أو قال أخيكم ـ الشوق إلى الجنة» مرسل غريب.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (١) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً (٢) إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)(٣)
يقول تعالى مخبرا عن الإنسان أنه أوجده بعد أن لم يكن شيئا يذكر لحقارته وضعفه فقال تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) ثم بين ذلك فقال جل جلاله : (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ) أي أخلاط ، والمشج والمشيج : الشيء المختلط بعضه في بعض ، قال ابن عباس في قوله تعالى : (مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ) يعني ماء الرجل وماء المرأة إذا اجتمعا واختلطا ، ثم ينتقل بعد من طور إلى طور وحال إلى حال ولون إلى لون ، وهكذا قال عكرمة ومجاهد والحسن والربيع بن أنس : الأمشاج هو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة.
__________________
(١) تفسير الطبري ١٢ / ٣٥٢.
(٢) أخرجه مسلم في الجمعة حديث ٦٤ ، ٦٦.