سنة» (١).
وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو عون الزيادي ، أخبرنا عبد السّلام بن عجلان ، سمعت أبا يزيد المدني عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لبشير الغفاري : «كيف أنت صانع في يوم يقوم الناس فيه ثلاثمائة سنة لرب العالمين من أيام الدنيا لا يأتيهم فيه خبر من السماء ولا يؤمر فيهم بأمر؟» قال بشير : المستعان الله ، قال «فإذا أويت إلى فراشك فتعوذ بالله من كرب يوم القيامة وسوء الحساب» ورواه ابن جرير من طريق عبد السّلام به.
وفي سنن أبي داود أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يتعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة (٢). وعن ابن مسعود يقومون أربعين سنة رافعي رؤوسهم إلى السماء لا يكلمهم أحد قد ألجم العرق برهم وفاجرهم. وعن ابن عمر : يقومون مائة سنة رواهما ابن جرير. وفي سنن أبي داود والنسائي وابن ماجة من حديث زيد بن الحباب عن معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد الحواري عن عاصم بن حميد عن عائشة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يفتتح قيام الليل : يكبر عشرا ويحمد عشرا ، ويسبح عشرا ويستغفر عشرا ويقول : «اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني» ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة (٣).
(كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (٧) وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (٨) كِتابٌ مَرْقُومٌ (٩) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١٠) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (١١) وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ(١٢) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٣) كَلاَّ بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٤) كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ (١٦) ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) (١٧)
يقول تعالى حقا (إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) أي إن مصيرهم ومأواهم لفي سجين فعيل من السجن وهو الضيق ، كما يقال : فسيق وشريب وخمير وسكير ونحو ذلك ، ولهذا عظم أمره فقال تعالى : (وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ) أي هو أمر عظيم وسجن مقيم وعذاب أليم ، ثم قد قال قائلون : هي تحت الأرض السابعة ، وقد تقدم في حديث البراء بن عازب في حديثه الطويل : يقول الله عزوجل في روح الكافر اكتبوا كتابه في سجين (٤). وسجين هي تحت الأرض السابعة ، وقيل : صخرة تحت الأرض السابعة خضراء ، وقيل بئر في جهنم.
__________________
(١) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٢٦٢ ، ومسلم في الزكاة حديث ٢٤ ، ٢٦.
(٢) أخرجه أبو داود في الصلاة باب ١١٩.
(٣) أخرجه أبو داود في الصلاة باب ١١٩ ، والنسائي في قيام الليل باب ٩ ، والاستعاذة باب ٦٣ ، وابن ماجة في الإقامة باب ١٨٠.
(٤) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ٢٨٧ ، ٢٨٨.