وقال الإمام أحمد (١) : حدثنا سليمان بن داود حدثنا عمران عن قتادة عن عبد ربه عن أبي عياض عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إياكم ومحقرات الذنوب فإنهنّ يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه» وإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ضرب لهنّ مثلا كمثل قوم نزلوا أرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا سوادا وأججوا نارا وأنضجوا ما قذفوا فيها.
آخر تفسير سورة الزلزلة ولله الحمد والمنة.
تفسير سورة العاديات
وهي مكية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (١) فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (٢) فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (٣) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً(٤) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (٥) إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (٧) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨) أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ (٩) وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ (١٠) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) (١١)
يقسم تعالى بالخيل إذا أجريت في سبيله فعدت وضبحت وهو الصوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو (فَالْمُورِياتِ قَدْحاً) يعني اصطكاك نعالها للصخر فتقدح منه النار (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً) يعني الإغارة وقت الصباح كما كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يغير صباحا ويستمع الأذان فإن سمع أذانا وإلا أغار. وقوله تعالى : (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) يعني غبارا في مكان معترك الخيول (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) أي توسطن ذلك المكان كلهن جمع. قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا عبدة عن الأعمش ، عن إبراهيم عن عبد الله (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) قال: الإبل ، وقال علي : هي الإبل. وقال ابن عباس : هي الخيل ، فبلغ عليا قول ابن عباس فقال : ما كانت لنا خيل يوم بدر. قال ابن عباس : إنما كان في سرية بعثت.
قال ابن أبي حاتم وابن جرير (٢) : حدثنا يونس ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني أبو صخر عن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس حدثه قال : بينا أنا في الحجر جالسا جاءني رجل فسألني عن (الْعادِياتِ ضَبْحاً) فقلت له : الخيل حين تغير في سبيل الله ، ثم تأوي إلى الليل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم فانفتل عني فذهب إلى علي رضي الله عنه وهو عند سقاية زمزم فسأله عن (الْعادِياتِ ضَبْحاً) فقال : سألت عنها أحدا قبلي؟ قال : نعم ، سألت
__________________
(١) المسند ١ / ٤٠٢ ، ٤٠٣.
(٢) تفسير الطبري ١٢ / ٦٦٦.