بإسلامهم إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكانت الأحياء تتلوم بإسلامها فتح مكة ، يقولون دعوه وقومه فإن ظهر عليهم فهو نبي الحديث ، وقد حررنا غزوة الفتح في كتابنا «السيرة» فمن أراده فليراجعه هناك ولله الحمد والمنة.
وقال الإمام أحمد (١) : حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن الأوزاعي ، حدثني أبو عمار حدثني جار لجابر بن عبد الله قال قدمت من سفر فجاءني جابر بن عبد الله فسلّم علي ، فجعلت أحدثه عن افتراق الناس وما أحدثوا ، فجعل جابر يبكي ثم قال سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوسلم يقول : «إن الناس دخلوا في دين الله أفواجا وسيخرجون منه أفواجا».
آخر تفسير سورة النصر ، ولله الحمد والمنة.
تفسير سورة المسد
وهي مكية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) (٥)
قال البخاري (٢) : حدثنا محمد بن سلام ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلىاللهعليهوسلم خرج إلى البطحاء فصعد الجبل فنادى : «يا صباحاه» فاجتمعت إليه قريش فقال : «أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أكنتم تصدقوني؟ ـ قالوا : نعم ، قال : ـ فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد» فقال أبو لهب : ألهذا جمعتنا؟ تبّا لك فأنزل الله : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) إلى آخرها وفي رواية فقام ينفض يديه وهو يقول : تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) (٣) الأول دعاء عليه والثاني خبر عنه ، فأبو لهب هذا هو أحد أعمام رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، واسمه عبد العزى بن عبد المطلب ، وكنيته أبو عتيبة وإنما سمي أبا لهب لإشراق وجهه ، وكان كثير الأذية لرسول الله صلىاللهعليهوسلم والبغضة له والازدراء به والتنقص له ولدينه.
قال الإمام أحمد (٤) : حدثنا إبراهيم بن أبي العباس ، حدثنا عبد الرّحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال : أخبرني رجل يقال له ربيعة بن عباد من بني الديل وكان جاهليا فأسلم قال : رأيت
__________________
(١) المسند ٣ / ٣٤٣.
(٢) كتاب التفسير ، تفسير سورة ١١١ ، باب ١ ، ٢ ، ٣.
(٣) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٩٨ ، وتفسير سورة ٢٦ ، باب ٢ ، وتفسير سورة ٣٤ ، باب ٢.
(٤) المسند ٤ / ٣٤١.