«أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم» وحديث «أصحابي أمنة لأمتي» (١)
أما حديث أصحابي كالنجوم فهو لا ينسجم مع العقل والمنطق والحقيقة العلمية إذ أن العرب لم يكونوا ليهتدوا في مسيرهم الصحراوي لمجرد اقتدائهم بأي نجم من النجوم وإنما كانوا يهتدون باتباع نجوم معينة محددة معروفة لها اسماؤها ، كما أن هذا الحديث لا تؤيده الأحاديث اللاحقة والممارسات التي بدت من بعض الصحابة بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فإن منهم من ارتد (٢) ، كما أنهم اختلفوا في كثير من الأمور التي سببت الطعن (بعضهم في بعض) (٣) ، ولعن بعضهم بعضاً (٤) ، وقتل بعضهم بعضاً (٥) ، وأقيم الحد على بعض (الصحابة) لشرب الخمر والزنا والسرقة وغير ذلك ؛ فكيف يقبل عاقل بهذا الحديث الذي يأمر بالاقتداء بمثل هؤلاء؟ وكيف يكون من يقتدي بمعاوية الخارج على إمام زمانه أمير المؤمنين في حربه للإمام علي (عليهالسلام) مهتدياً؟ وهو يعلم أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم سمّاه إمام الفئة الباغية (٦)؟ وكيف يكون من المهتدين من يقتدي بعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وبسر بن أرطاة وقد قتلوا الأبرياء لتدعيم ملك الأمويين. وأنت أيها القارئ اللبيب إذا قرأت حديث أصحابي كالنجوم يتبيّن لك أنه موضوع لأنه موجّه إلى الصحابة فكيف يقول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يا أصحابي اقتدوا باصحابي؟! ..
أما حديث يا أصحابي عليكم بالأئمة من أهل بيتي فهم يهدونكم من بعدي فهو أقرب إلى الحق لأنه له شواهد عديدة تؤيده في السنة النبوية ...
__________________
(١) صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة ومسند أحمد بن حنبل ج ٤ ص ٣٩٨.
(٢) كالذين حاربهم أبو بكر وسمّوا بأهل الردة.
(٣) كما طعن أكثر الصحابة في عثمان حتى قتلوه.
(٤) كما فعل ذلك معاوية الذي كان يأمر بلعن علي.
(٥) كحروب الجمل وصفين والنهروان وغيرها.
(٦) حديث «ويح عمار تقتله الفئة الباغية»