البدعة في الدين
للتوحيد الإبراهيمي ـ والذي يمثّل حجر الأساس لجميع الأديان السماوية ـ مراتب ودرجات تعرّض لها المتكلّمون الإسلاميّون بالبحث والدراسة بصورة شاملة ومفصّلة ، وسلّطوا الأضواء على جميع أبعادها وزواياها ، وألّفوا في هذا المجال الكثير من الرسائل والكتب.
ومن مراتب التوحيد تلك مرتبة «التوحيد في التشريع والتقنين» بمعنى الاعتقاد الراسخ أنّ «حق التقنين» منحصر بالله تعالى وحده ، ولا يحق لأحد غيره مهما كان شأنه أن يصدر قانوناً أو تشريعاً من عند نفسه ليعالج به قضية ، أو يرسم به خطاً معيّناً ، ويجبر الناس على السير على وفق ذلك القانون ويحدّ من حريّاتهم من خلال إلزامهم بذلك التشريع ، بل يجب على كلّ موحّد أن يلتزم نظرياً وعمليّاً بأنّ حقّ التقنين وإصدار التشريعات والتوجيهات ورسم الخطط وتحديد حرية الإنسان في هذا المجال ، كلّها من شئون الله وحده لا يشاركه فيها سواه. فهو صاحب الحقّ المطلق في التشريع ، والتصرّف في الأنفس والأموال ، وهو صاحب الأمر والنهي كما يصطلح عليه.
ويمكن إثبات هذه المرتبة من التوحيد من خلال سلوك منهجين ، هما :
١. المنهج العقلي.