ومنحرفين عن خط التوحيد.
روى الثعلبي باسناده عن عدي بن حاتم ـ وقد كان نصرانياً ـ قال : أتيت رسول الله وفي عنقي صليب من ذهب ، فقال : يا عدي «اطرح هذا الربق من عنقك» قال : فطرحته ، ثمّ انتهيت إليه وهو يقرأ هذه الآية : (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً). حتى فرغ منها. فقلت : إنّا لسنا نعبدهم. فقال : «أليس يحرّمون ما أحلّه الله فتحرمونه ، ويحلّون ما حرم الله فتستحلونه؟» قال : قلت : بلى. قال : «فتلك عبادة». (١)
يتّضح ممّا سبق أنّ مركز التشريع وسنّ القوانين وتنظيمها من مختصّاته سبحانه وحده لا يشاركه فيها سواه. وأمّا عمل الأنبياء والأئمّة ووظيفتهم فيمكن في بيان تلك التشريعات والقوانين الإلهية ، وانّهم عليهمالسلام لا يتصرّفون في القانون أبداً. (٢)
سؤال وإجابة
إذا كان حقّ التشريع من شئونه سبحانه وأنّ زمام أمر القانون بيده تعالى ، فما هي يا ترى وظيفة ومهام المجلس التشريعي في الجمهورية الإسلامية
__________________
(١) نور الثقلين : ٢ / ٢٠٩ ؛ بحار الأنوار : ٩ / ٩٨. وقد روى العلّامة البحراني في تفسيره «البرهان» أحاديث جمّة بهذا المضمون فراجع ج ٢ ، ص ١٢٠.
(٢) إذا ثبت انّ حقّ التشريع وزمامه بيد الله سبحانه وحده دون سواه ، فكيف يفسّر ما ورد في الكافي : ١ / ٢٠٩ ـ ٢١٠ من الأحاديث التي تثبت أنّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قد شرّع بعض الأحكام ، والجواب : انّ هذه الروايات لها تفسير خاص لا يتنافى مع القول بالتوحيد في التشريع وقد أجبنا عن الشبهة بصورة مفصّلة في موسوعتنا «مفاهيم القرآن» فمن أراد الاطّلاع فعليه بمراجعة : الجزء الأوّل ص ٥٥٣ ـ ٥٥٤ ، الطبعة الثانية ، ١٤٠٤ ه ـ ، ط. إيران.