ساعياً إلى نشره في بقاع المعمورة. وبما أنّ الحاج لا تصل يده إلى يد إبراهيم عليهالسلام ليبايعه ، يجعل من الأثر الذي تركه إبراهيم عليهالسلام وهو الحجر الأسود رمزاً لهذه البيعة والعهد على السير على نفس النهج واعتماد نفس الطريق.
ولقد أشارت الأحاديث الإسلامية إلى هذا المفهوم العظيم والمعنى السامي حيث ورد أنّ الحاج حينما يستلم الحجر الأسود يردّد تلك الكلمات التي يفوح منها شذى الوفاء والاستقامة على طريق الحق فيقول : «أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدته ، لتشهد لي بالموافاة». (١)
والنموذج الحي الآخر زيارة قبر الإمام الحسين عليهالسلام وقبور الشهداء الأوفياء الذين سقوا بدمائهم الزاكية شجرة الإسلام التي أراد أعداء الدين عامّة وبنو أُميّة خاصة اجتثاثها من الأرض والقضاء عليها. من هنا يقف الزائر أمام تلك القبور الزاكية مجدّداً العهد مع أصحابها بأن يبقى وفيّاً للمبادئ ، محافظاً على الأمانة ، حارساً لحدود الدين والشريعة ، رافعاً لنفس الراية محافظاً عليها من السقوط.
من هنا تكتسب الزيارة أهميتها الاجتماعية والتربوية والسياسية في حركة الفرد والمجتمع ، فإنّ الأُمّة التي تحافظ على مبادئها وتبقى وفية لرجالاتها وعظمائها وراعية للمسيرة التي ساروا عليها ، أُمّة حيّة لا يمكن أن تفنى على مرّ القرون والأيام.
زيارة مرقد الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
إنّ الوقوف على قبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أو الأئمّة الطاهرين عليهمالسلام ـ بالإضافة إلى الشكر والثناء والامتنان للجهود الكبيرة والدور العظيم الذي لعبه صلىاللهعليهوآلهوسلم هو وأهل
__________________
(١) وسائل الشيعة : ١٠ / ٤٠٠ ، الباب ١٢ من أبواب الطواف ، الحديث ١.