٣. روى الترمذي عن عبد الله بن أبي مليكة قال : إنّه لمّا مات عبد الرحمن ابن أبي بكر ـ شقيق عائشة ـ في «الجُنتى» حملوا جثمانه إلى مكة ودفنوه فيها ، ولمّا جاءت عائشة إلى مكة ـ من المدينة ـ خرجت لزيارة قبر أخيها وأنشدت بيتين من الشعر». (١)
٤. روى البخاري عن أنس أنّه قال :
مرّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اتّق الله واصبري». (٢)
ولم ينقل البخاري تتمة الحديث ، إلّا أنّ أبا داود نقل ذلك في سننه بالصورة التالية :
فقالت المرأة للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : إليك عنّي فإنّك لم تُصب ولم تعرفه.
فقيل لها : إنّه النبي! فأتت باب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالت : لم أعرفك!
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّما الصبر عند الصدمة الأُولى». (٣)
فلو كانت زيارة القبور محرّمة على النساء لنهاها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولما اكتفى بالموعظة والحثّ على الصبر وتحمّل المصاب ، ولكنّنا نجده صلىاللهعليهوآلهوسلم اكتفى بالوصية بالتقوى والصبر عند المصيبة فقط دون أن يتعرّض لذكر الحكم الشرعي فيها.
سؤال وإجابة
لقد تمسّك المانعون للنساء عن زيارة القبور بالحديثين التاليين :
__________________
(١) سنن الترمذي : ٣ / ٣٧١ ، ح ١٠٥٥.
(٢) صحيح البخاري : ٢ / ٩٣ ، باب قول الرجل للمرأة عند القبر اصبري ، من كتاب الجنائز.
(٣) سنن أبي داود : ٣ / ١٩٢ ، الحديث ٣١٢٣.