(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ). (١)
لذلك نجد المسلمين ملتزمين بهذا الأمر الإلهي ، فلا يرفعون صوتهم حينما يتشرّفون بالدخول إلى حضرته المباركة. والملاحظ أنّ هذه الآية المباركة كتبت ـ وبحق ـ فوق ضريحه المبارك أمام أعين الزائرين جميعاً ، وهذا العمل له دلالته الواضحة بأنّ هذه الآية باقية على حيويتها وفاعليتها ولم يؤثر على إطلاقها رحيل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنّه حيّ يرزق ، ولا بدّ أن يحترم حيّاً أو ميتاً.
ب : زيارة النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم في السنّة المطهّرة
لقد تعرّفنا على حكم القرآن الكريم في مسألة زيارة قبر النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وحان الوقت لعطف عنان القلم على السنّة المطهّرة لنرى حكمها في هذه المسألة أيضاً.
لقد تضافرت الروايات الشريفة على استحباب زيارة قبر الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم التي رواها أئمّة المذاهب الأربعة وأصحاب السنن والمسانيد في كتبهم. وقد شمّر عدد من علماء المسلمين عن ساعد الجد للبحث في تلك الروايات وتصحيح أسانيدها وإثبات طرقها حينما ظهرت بدعة التشكيك في زيارة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن هؤلاء الأعلام :
١. تقي الدين السبكي (المتوفّى ٧٥٦ ه ـ) في كتابه «شفاء السقام» فقد أورد خمس عشرة رواية مع ذكر أسانيدها ، وقد صحّح كثيراً من أسانيدها. (٢)
__________________
(١) الحجرات : ٢.
(٢) شفاء السقام : ٥ ـ ٣٩.