النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم كما ذكر لنا التاريخ نماذج من تلك الزيارات والتي قام بها الصحابة وغيرهم ، نذكر القليل منها :
١. بلال مؤذّن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يشدّ الرحال للزيارة
روى ابن عساكر باسناده عن أبي الدرداء ، قال : لمّا فرغ عمر بن الخطاب من فتح بيت المقدس فصار إلى الجابيّة ، سأله بلال أن يقرّه بالشام ففعل ذلك ـ إلى أن قال ـ : ثمّ إنّ بلالاً رأى في منامه رسول الله وهو يقول : «ما هذه الجفوة يا بلال ، أمّا آن لك أن تزورني يا بلال» ، فانتبه حزيناً خائفاً ، فركب راحلته ، وقصد المدينة ، فأتى قبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فجعل يبكي عنده ويمرّغ وجهه عليه ، فأقبل الحسن والحسين () فجعل يُضمّهما ويقبّلهما ، فقالا له : «نشتهي أذانك الذي كنت تؤذّن به لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في المسجد» ، ففعل ، فعلا سطح المسجد ، فوقف موقفه الذي كان يقف فيه ، فلمّا أن قال : اللهُ أكبر ، اللهُ أكبر ارتجّت المدينة ، فلمّا أن قال : رسول الله ، خرجت العواتق من خدورهنّ ، وقالوا : بُعِثَ رسول الله. فما رُئي يوم أكثر باكياً ولا باكية بالمدينة بعد رسول الله من ذلك اليوم. (١)
٢. عمر بن عبد العزيز يبعث البريد للسلام على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
استفاض الخبر أنّ عمر بن عبد العزيز كان يبعث بالرسول قاصداً من الشام إلى المدينة ليقرئ النبي السلام ثمّ يرجع وقال ابن الجوزي : وكان عمر بن
__________________
(١) مختصر تاريخ دمشق : ٥ / ٢٦٥ ؛ تهذيب الكمال : ٤ / ٢٨٩.