٤
البناء على القبور ومنطق المخالفين
لقد استعرضنا الأدلّة المحكمة من الكتاب والسنّة والسيرة العملية للمسلمين والتي تؤكد جميعها شرعية البناء على القبور وصيانتها من الاندثار ، والاهتمام بها بشتّى الوسائل ، وقد حان الوقت لعطف عنان القلم للحديث عن أدلّة المخالفين لهذا العمل.
إنّ من أهمّ الأدلّة التي تمسّك بها المخالفون للبناء ـ الوهابيون ـ هو رواية أبي الهياج الأسدي ، ومن هنا اقتضت الضرورة أن نسلّط الضوء على هذه الرواية بالبحث والتحقيق سنداً ودلالة ، لنرى مدى مقاومتها أمام النقد العلمي والبحث الموضوعي.
رواية أبي الهياج الأسدي
لقد تمسّك بها المخالفون للبناء على القبور ، واعتبروا ذلك عملاً محرّماً منافياً للتوحيد ، وقاموا على أثر ذلك بالاعتداء على مقبرة البقيع بهدم قبور أئمّة الهدى في شوال عام ١٣٤٤ ه ـ ، وبعد ما نفذوا ما أمرهم به مشايخهم ، نشروا بياناً في جريدة