«أُمّ القرى» ، وفتوى بوجوب هدم القبور مستدلّين بالرواية المذكورة.
وها نحن نذكر الرواية أوّلاً ثمّ نتعرض لدراستها سنداً ودلالة إن شاء الله تعالى.
نصّ الحديث
روى مسلم في صحيحه قال : حدّثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن الحرب ، قال يحيى : أخبرنا وقال الآخران : حدّثنا وكيع عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي وائل ، عن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي عليّ بن أبي طالب : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله أن لا تدع تمثالاً إلّا طمسته ، ولا قبراً مشرفاً إلّا سوّيته. (١)
زعم المستدل أنّ معناه : ولا قبراً عالياً إلّا سوّيته بالأرض.
أقول : الاستدلال بالحديث فرع صحّة سنده ، وتماميّة دلالته ، ولكنّه موهون من كلا الجانبين.
سند الرواية وأقوال العلماء فيه
أمّا السند ، فيكفي أنّ علماء الرجال تحدّثوا في رجال الحديث ونقلوا تصريح الأئمّة بضعفهم ، وهم عبارة عن :
١. وكيع.
٢. سفيان الثوري.
__________________
(١) صحيح مسلم : ٣ / ٦١ ، كتاب الجنائز ؛ سنن الترمذي : ٢ / ٢٥٦ ، باب ما جاء في تسوية القبور ؛ سنن النسائي : ٤ / ٨٨ ، باب تسوية القبر.