الحياة بعد الموت
لم تزل مسألة الحياة ونشأتها وما تؤول إليه بعد الموت من المسائل الحيّة على طول القرون ، بل من المسائل التي لازمت الإنسان منذ أن وطأت قدماه هذا الكوكب ، حيث تراه يسعى وبكلّ جهد للوقوف على معالم تلك النشأة وكيفية حدوثها والتعرّف على حقيقة الموت وفلسفته ، فهل الموت يمثل نهاية الحياة كسكون العاصفة الذي يعني انعدامها ، أو كالمصباح الذي يخمد ضوؤه. فلم يبق من نوره وضيائه شيء بل تعقبها الظلمة الدامسة؟! أو أنّ الموت في حقيقته يمثل النافذة التي يطل منها الإنسان على محيط واسع ، وفضاء رحب ، وعالم ملؤه النور؟
وبعبارة أُخرى : انّ الموت يمثّل القنطرة التي يعبرها الإنسان للعيش في حياة أُخرى.
من المسلّم به أنّ المسائل والقضايا الفلسفية يمكن تصنيفها إلى صنفين ، هما :
١. المسائل والقضايا التي تتوفّر على جنبة تخصّصية ، فلا يتمكّن من الخوض فيها إلّا طائفة من ذوي الاختصاص في المباحث العقلية العليا والذين يعبّر عنهم (بالفلاسفة).
٢. المسائل والقضايا العامّة والتي عجنت في فطرة الإنسان ، وهذه القضايا